تغيرت ممارسة مهنة الصيدلة في الأعوام السابقة تغيراً ملحوظاً، من ممارسة أساسها التركيز على الدواء إلى ممارسة أساسها التركيز على المريض، وذلك ضماناً لمعالجة دوائية أفضل، وحرصاً على سلامة المريض ، واستمراراً للتقدم باتجاه توفير الرعاية الصيدلانية.
نوقش مفهوم الرعاية الصيدلانية للمرة الأولى من قبل هيبلر Hepler وستراندStrand عام 1990م ، ثم صادقت عليه رسمياً الجمعية الأمريكية لصيدلة المنظومات الصحية ASHP وعرفته عام 1993م كالتالي" التوفير المباشر والمسؤول لكل الرعاية المتعلقة بالدواء للوصول إلى نتائج مُحددة لتحسين نوعية حياة المريض".
الرعاية الصيدلانية هي عملية تتضمن علاقة مهنية مباشرة بين الصيدلاني والمريض، وتتطلب من الصيدلاني جمع وتقييم كل المعلومات الخاصة بحالة المريض الصحية وبالأدوية التي يتناولها ، ثم تصميم الخطة العلاجية الخاصة به ، وتنفيذها ومراقبتها، وذلك لتحقيق أفضل النتائج العلاجية.
عناصر الرعاية الصيدلانية:
انطلاقاً من تعريف الرعاية الصيدلانية :" التوفير المباشر والمسؤول لكل ما يتعلق بالدواء من رعاية للوصول إلى نتائج مُحددة لتحسين نوعية حياة المريض" ، استخلصت الجمعية الأمريكية لصيدلة المنظومات الصحية ASHP خمسة عناصر أساسية للرعاية الصيدلانية وهي:
1-المسؤولية : الصيادلة مسؤولون عن سلامة المريض وحسن حاله، لذلك فإنّ نشوء علاقة مهنية موثقة بين الصيدلي والمريض يجب أن يُعزز عملية الرعاية الصيدلانية.
2- كل ما يتعلق بالدواء: لا يعني هذا التعبير عملية صرف الدواء فقط ولكنه يتضمن كل القرارات الأخرى المُتعلقة بعلاج المريض كاختيار الأدوية، والجرعات، وطريقة تناولها، والمراقبة، والاستشارة.
3- الرعاية:
الرعاية الصحية عبارة عن عملية تتوحد فيها جهود الأطباء والممرضين والصيادلة وغيرهم من العاملين في الحقل الصحي لتوفير الرعاية للمرضى كل حسب خبرته. ويجب على الصيادلة كأعضاء في فريق رعاية المريض أن يقدموا الرعاية المباشرة للمرضى وذلك بتطبيق كل ما لديهم من المعلومات والكفاءات للتوصل إلى أفضل النتائج العلاجية.
4- النتائج: هي نقاط النهاية أو الغايات التي يجب بلوغها بعملية الرعاية الصيدلانية، والتي يُمكن تصنيفها بشكل عام كالتالي:
1) شفاء المريض. 2) تخليص المريض من الأعراض أو تقليلها. 3) توقيف تطور المرض أو إبطاؤه. 4) الوقاية من الأمراض أو الأعراض.
يُمكن للمشاكل المتعلقة بالدواء أن تُعرقل حصول المريض على الفائدة المرجوة من العلاج الدوائي ، لذلك فإن تحديد هذه المشاكل وحلها والوقاية من حدوثها يعزز الحصول على النتائج المرجوة في عملية الرعاية الصيدلانية.
يجب التنبؤ بالنتائج في بداية عملية الرعاية الصيدلانية ويجب أن تُحدد من أجل العلاج الدوائي المطبق أو المُخطط له.
مثال : يُمكن أن تكون نتائج الاستعمال الفعّال لموسع القصبات عند المريض المصاب بالتهاب القصبات المزمن مع تفاقم الحالة الحاد كما يلي:
• عودة غازات الدم الشريانية إلى المستوى الطبيعي خلال 4 أيام. • معدل التنفس <20 خلال يومين. • حجم هواء الزفير القسري FEV1 Forced expiratory volume (من وسائل قياس وظائف الرئة) أكبر من 2000 ملل خلال يومين.
تتدخل عوامل مختلفة في نتائج العلاج منها فهم المريض لمرضه ولمُخططه العلاجي، ونمط مطاوعته، ومستواه الاجتماعي والاقتصادي، وهكذا فإنّ رغبة المريض وإشراكه في المُخطط العلاجي شئ أساسي لبلوغ النتائج المتوقعة.
5- نوعية الحياة: يجب أن يشترك الصيادلة بتقييم نوعية حياة المرضى، كما يجب أن يكونوا على اطلاع بكل الوسائل المُستعملة للقيام بهذا النوع من التقييم.
وظائف الرعاية الصيدلانية:
وفقاً لمعايير ممارسة المهنة التي حددتها الجمعية الأمريكية لصيدلة المنظومات الصحية ASHP ، فإن وظائف الرعاية الصيدلانية تكون كالتالي:
• جمع وترتيب المعلومات الخاصة بالمريض. • تحديد مشاكل الدواء العلاجية الموجودة. • تلخيص متطلبات المرضى من الرعاية الصحية. • تفصيل غايات المعالجة الدوائية. • تصميم نظام المعالجة الدوائية. • تصميم خطة المراقبة. • تطوير نظام المعالجة الدوائية وخطة المراقبة المناسبة بالتعاون مع المريض والعاملين الآخرين في المجال الصحي. • البدء بنظام المعالجة الدوائية. • مراقبة فعاليات نظام المعالجة الدوائية. • إعادة تصميم نظام المعالجة الدوائية وخطة المراقبة.
تطبيق الرعاية الصيدلانية:
يُمكن تطبيق الرعاية الصيدلانية على كل مجالات مهنة الصيدلة، في الصيدليات الداخلية (تُعنى بالمرضى المنومين ) والخارجية (تُعنى بالمرضى الخارجيين) للمستشفيات، وكذلك في صيدليات الأسواق. ومن الأساسي في تفعيل هذا المفهوم اعتبار الرعاية الصيدلانية هي رسالة الصيدلية، والعمل على تطوير شكل الممارسة المهنية ليتناسب مع وظائف الرعاية الصيدلانية.
يجب أن بكون شكل الممارسة المهنية المثالي متناسباً مع نظام الرعاية الصحية، ومُعتمداً على القاعدة العلمية الدوائية للصيدلي، وميسراً لعلاقة مسؤولة بين الصيدلي والمريض من أجل الحصول على النتائج المطلوبة، وموجباً التدوين والاتصالات الصحيحة، وموفراُ استمرارية الرعاية.
يستلزم تطبيق الرعاية الصيدلانية تغييراً في هيكلية قسم الصيدلية، وفي طريقة مزاولة الصيادلة للمهنة، كما يتطلب التالي:
• علاقات مهنية تربط بين الصيادلة والمرضى من جهة وبينهم وبين العاملين في الرعاية الصحية من جهة أخرى ، وذلك لضمان استمرارية سلسة لرعاية المريض.
• أنظمة لصرف الدواء تدعم تحرير الصيدلي من عملية صرف الأدوية، مثل وحدات الصرف الآلي. • مطابقة طريقة التدوين والتقييم لمعايير معينة.
•تمكين الصيادلة من الوصول إلى المعلومات السريرية اللازمة (كالنتائج المخبرية وغيرها)، مع استعمال نظام المعلومات السريرية.
• برامج التعليم المستمر والتدريب.
•المعرفة الكافية الوافية عن الأدوية وحالات الأمراض والتي يمكن الوصول إليها من خلال برامج الإقامة الصيدلانية ومناهج التدريس.
•منح الشهادات والاعتماد للصيادلة الذين يقدمون الرعاية الصيدلانية.
•تطوير مؤشرات تحسين الجودة الخاصة بقياس أداء الرعاية الصيدلانية.
|