فسنوات المراهقة لم تشغلني مثل ابناء جيلي.. فحلمي كان اكبر من معاناتي وبيتي كانا كفيلان بأن يبنيا رجلا ثائرا فكانت مشاركتي في المظاهرات شي اساسي في حياتي ..وقذف الحجارة على مركز جباليا شي لذيذ ومحبب لدي....
فمع كل حجرتخرج شحنات من الغضب الثوري تكفي كي تصنع خارطة الوطن المسلوب..والاحتلال والقهر ارغمانا ان نكون رجالا صغارا وفرسانا محبي الوطن والقضية..احداث مذابح صبرا وشاتيلا وشهداونا الاكرم منا جميعا دفعتني ان اشارك في قذف الحجارة على جنود الاحتلال عام 1983و بالذات عند منطقة السكة وكانها تشاركنا نضالنا..الجارة تنهال على جنود الاحتلال المدججين بالسلاح الاتوماتيكي يقدفها شبان في مقتبل العمر جميهم من مدرسة الفالوجا الثانوية وتشقعل الاطارات الكوشوك وتتلبد السماء بغيوم من الدخان الاسود والغاز المسيل للدموع.
مدرسة الفالوجا منا أكثر المدارس وطنية فهي تموج بالشباب الثائر والمتعطش لتحرير الوطن وانا الغائب الان من اكثر المشاركين في التظاهرات..في المسيرات..الاحتجاجات...احلامي تستغبي باميال حيث مضارب قبيلتي..احلم ان اكون هناك..بين المراعي والكثبان الرملية ..اشاهد السامر والدبكة..اراقص النجوم والقمر...
هي رحلتي وحدي اسردها دون توقف فسنواتي الاربعين التي قضيتها في هذه الدنبا الفانية كانت تموج بكل الذكريات الثورية.. اذكر رحلتي عام 1985 الي رام الله الباسلة محملا بدعوات والدتي الحنونة ملتحقا بالكلية العصرية هناك...حملت حقائبي وخزنت احلامي وذهبت هناك لا احمل سوى حبا للثورة..حبا لفتح العملاقة بانية وحامية المشروع الوطني كم جميل ان تشارك الاخرين احلامك..تطلعاتك..كم جميل ان تمتزج افكارك بالثورة..بالقضية..هناك في رام الله والاحتلال يتغترس كسرطان مميت اصبحت افكاري تنصب علي مقارعته..مجابهته.. التصدي له..شاركت في الاحتجاجات الطلابية سرعان ماتحولت التظاهرة الي اشتباك بين الحق والباطل واطلقت النيران وحاولت الهروب...لا فالهروب من شيم الجبناء....ما هكذا علمتنتا فتح ..علمتنا ان نقاوم ان نركع.. الاهازيج التي سمعتها من صوت فلسطين صوت الثورة الفلسطينية مازالت تصيح في اذني:::
ثوري ثوري ياجماهير الارض المحتلة
لا ارهاب ولامعتقلات بتضعف عزيمتنا
فلا وقت للهروب لرجل مثلي ..صممت على البقاء..نظرت حولي..شاهدته..زميلي في المقعد الدراسي واذا هو الجندي الاسرائيلي ينهال عليه بعقب بندقيته..لاوقت اضيعه..لابد من محاولة تخليصه..امسكت الحجر وبكل وما اوتيت بقوة القيته نحو الجندي الذي نظر الي شذرا وصوب بندقيته وضغط الزناد وشعرت بالدنيا تغادرني وقبل ان اهوي الي الارض شعرت بايد تتلقني قبل انا اصطدم بالشارع لم افق سوى داخل المستشفى واصوات كثيرة تهتف باسمي..حاولت ان احرك نفسي..ان افتح عيني..لم استطع..احسست بالم في حوضي الزمني ان ارقد بالمستشفى شهراكاملا لم اشعر به..كل ماكنت اعرفه ان الفدائيون الفتحاويون توفدوا لزيارتي والاطمئنان علي صحتي
واصبحت عنوانا يتوجه اليه الطلبة ..ولكن هذه الميزة لم استغلها بطريقة سيئة فعلاقاتي علي مستوى العمل التنظيمي كات جيدة ولم اتعالي على احد..لم اغضب احد..لم اتعامل بمزاجية مع مع الشباب فطبعي هادي..احب الجميع والجميع يحينيحبا اشعرني باني لست وحيدا..كان جميع الشباب اخوتي..نتمازحبكا عفوية لم احمل الضغينة لاحد.
بعد انتهائي من الكلية رجعت الي بيتي متواضعا محملا بكل الرجولبة وبدات الشيخوخة تغزوعام 1987 وبالتحديد يوم:
7 /12/1987 والجنود يجويون الشوارع بكل عنجهية يضربون الشيوخ..يشتمون النساء...واخيرا متعمدين قامت احد الشاحنات بدهس مجموعة من العمال المغادرين الي بيوتهم وكانت الشرارة الاولى التي فجرت شعلة الانتفاضة (انتفاضة الحجر والمقلاع ) واشتعلت (حباليا المعسكر) باطفالها و...يشيوخها..ونسائها..بفتياتها.. وشبابها..وحجارتها .. .. وشوارعها والاطارات المشتعلة في ازقة المخيم ترسم خارطة فلسطين فلانتفاضة ليست عفوية هي تراكم العمل الوطني والتي اتحدت تحت اسم
(القيادة الوطنية الموحدة) والجميع انطوى تحت هذا المسمي سوى حماس الجهاد ..وبدات المشاركات والاضرابات وانتشرت المجموعات الضاربة للعملاء وتجار المخدرات وكان القناع كفيلا ان يبث الرعب في قلوب اولئك المنشقين عن القرار الوطني وتم اعتقالي عام 1989 وحكمت 18 شهرا امضيتها في سجن غزة المركزي(السرايا) مع الاخوة:
سمير الشهراوي...سفيان ابو زايدة...توفيق ابوخوصة.
وتقلدت المهام التنظيمية التالية:
_عملت ضمن صفوف جهاز الرصد الثوري المسئوول عن العمل الامني داخل القسم
_عملت منسقا اداريا عن الاخوة في القسم ........
خرجت من المعتقل اكثر عنفوانا واكثر اصرارا على التحدي
وانتقلت للعمل ضمن صفوف صفور فتح الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني(فتح)كمنسق بين الصقور قي شمال غزة اسماعيل ايو القمصان وبين صقور الجنوب انور قديح _محمد ابو جامع وابو سمهدانة حيث كانت مهمتي تخزين السلاح ونقله اليهم ويقيت على هذا المنوال 1994 وقي عام ,1996تم اختياري عضو قيادة منطقة الشهيد حاتم السيسي لكفاءتي وجدارتي التنظيمية وقد دخلت عضو اقليم شمال غزة في عام 1997 واخترت ثانية عصو منطقة لاني كنت محبوبا وعملت ضمن جهازالاستخبارات العسكرية وحصلت على رتبة نقيب وكنت قائدا مثاليا حيث كنت مسئوول موقع خانيونس لمدة طويلة وبعد ذلك عملت قائدا في الشمال ان تم اغتيالي في يوم 6 /8/2006م علي ايدي عصابات الغدر والخيانة (مايسمي بالقوة التنفذية التابعة لحماس).........
تم كشفهم كل من قاموا باغتيالي واسمائهم معروفة ادي الجهات المختصة ولم يتم القصاص منهم متمنيا انا ان يتم القصاص منهم يوم الدين....
........................................................................................زز
تحياتي لكم جميعااا والله انه لرجل عزيز على قلبي