لأنه

لأنه "مواطنٌ" وهيَ "لاجئَة"..الزواجُ ممنوع!

بخدودٍ تورّدت "خجلاً".. جلس "محمد" (23 عاماً) يحدّث والده عن فتاةٍ اختارها لتصير شريكة حياته.. وانطلق يشيد بأخلاقها ودينها وتربيتها التي "لا يُعلى عليها" وأهلها الطيبين.. وأمور أخرى تشجّع أي امرئٍ على الارتباط بها..

الأب فرحَ كثيراً بهذه المواصفات، لكن الأمور انقلبت رأساً على عقب بمجرد أن سمع اسم عائلتها.. وصرخ بوجه ابنه شاتماً... "يــا ابن الـ..... ألا تعلم أنّنا لا نتزوج مواطنين ولا نزوِّجهم؟!"... ثم ختم حديثه بالقول لا أريد أن أسمع بهذا الأمر ثانيةً... اختَر فتاةً من نفس البلدة التي هُجِّرنا منها.. انتهى الحديث)!!

لا تزال تلك التفرقة "الظالمة" بين المهاجر واللاجئ في قطاع غزة تفرض نفسها بقوة على عقليات بعض كبار العائلات من الذين يؤمنون بأن "أنسال" أبناء المواطن... تختلف كثيراً عن أنسال أبناء المهاجر.. والعكس صحيح.. والأدهى والأمرّ.. أن "التفرقة التي نتحدث عنها" رسّخت أقدامها لتصير شيئاً طبيعياً بين "اللاجئ واللاجئ".. فهذا مدني.. وذاك فلّاح... وبين مواطنٍ ولاجئ مدني.. وآخر فلّاح.. ضاعت هويةٌ من سبعةِ أحرف تجمعهم ثلاثتهم.. (فـ-ل-س-ط-ي-ن-ي).

جاهلٌ ومستغلٌ ومغرور!
أصل هذه التفرقة ترجع إلى تاريخ "النكبة" عام 1948م، حيث وصلت آلاف العائلات المهجّرة إلى قطاع غزة، هرباً من عصابات اليهود التي هاجمت مدنهم وقراهم في ليلةٍ ظلماء.. وبدأت الحكاية.. المهاجر الذي دعمته مؤسسات دولية عديدة (ماديّاً) صار في نظر المواطن –إلا من رحم ربي- "سارقاً لفرصةٍ هو أحقُّ بها كونه صاحب الأرض.. أما المهاجر.. فقد ترك أرضه لليهود يسرحون ويمرحون فيها "دون أدنى مقاومة"..

وعلى الصعيد المقابل، نظر المهاجر إلى المواطن على أنه إنسانٌ مغرور.. لم يرَ اليهود ولم يقاومهم كما فعلَ هو قبل ترك أرضه.. يصف المواطن "بالمستَغِل" خصوصاً وأن الأخير كان يرمي له "الفتات" إذا ما تقدّم للعمل لديه..

أما نظرة اللاجئ "المدني" للفلاح.. فتتلخّص في أنه يعتبره أقلّ درجة "فكراً وعلماً وثراءً".. أما الآخر، فينظر إلى اللاجئ "المدني".. على أنه مغرورٌ لا يحترم من هم أقلّ منه مستوى..

وللأسف فإن هذه النظرة بدأت تتسرّب لتلامس عقول أبناء الجيل الجديد في ترسيخٍ واضح لظاهرةٍ "ساهمت.. ولو بنسبةٍ قليلة بزيادة نسبة العنوسة، وارتفاع نسبة الحقد بين أبناء الشعب الواحد"..

عدوّنا لا يفرِّق..
(ياسين) شاب من قرية "قطرة" الواقعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.. قرر أن يتزوج، لكنه فوجئ برد أهل الفتاة :"احنا ما بنزوج بناتنا لفلاحين"، قال لـ "فلسطين" :"لم أكن أعلم أن هذا المرض متفشٍ في مجتمعنا الفلسطيني إلى هذه الدرجة، وكنت أظنّ أن ما نعانيه نحن في قطاع غزة في ظل الاحتلال والانقسام السياسي من شأنه أن يلغي هذه العنصرية التي يعامل بها بعضنا بعضاً".

وأضاف بانفعال :"قضيتنا الفلسطينية لا تميز بين لاجئ أو مواطن وكذلك العدو الإسرائيلي لا يفرق بيننا على هذا الأساس فكلنا واحد أمام عدوانه..".

أما الشابة هديل والتي تمقت تلك النظرة المسيئة للشعب الفلسطيني، تابعت حديث سابقها :"نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين، وما زال أهلنا يفرقون بين المهاجر والمواطن!! (..) يعتبرون فلاناً طيباً لأنه مهاجر والعكس إذا كان مواطناً.. بينما نلغي في نظرتنا للآخرين وانطباعاتنا عنهم اعتبارات كثيرة أوصى الدين باعتمادها قبل إطلاق الأحكام على الآخرين من دينٍ وخلق وغير ذلك".

وتتابع :" ذلك التعقيد على أساس اللاجئ والمهاجر لم يولّد سوى المزيد من التفرقة المسيئة لنضال الفلسطينيين على مرّ العصور، وللأسف.. صار الأمر متوارثاً حتى لدى الأطفال في المدارس.. حيث يتمّ اختيار الأصدقاء وإنشاء العصابات والشلل على أساس الجذور والأصل.. الفلاح والمهاجر والمدني والغزاوي والرفحاوي و..و..و..".

آهٍ.. لو كان بيننا..
السيدة أم علاء التي تعمل في واحدة من المؤسسات الحكومية أفادت قائلة:"الكثير من زملائي وزميلاتي يقتصر تعاملهم مع بعضهم البعض على كونهم من "نفس البلد"، أو لأنهم مواطنون.. أو لغيرها من الاعتبارات المُفرّقة، حتى عند زواج أحدهم يكون السؤال الأول (من أين؟ وما هو البلد الأصلي؟.. فهل وصل بنا التخلف إلى هذا الحد الذي يجعلنا نهتم لعادات قديمة؟"

وأضافت :"لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان موجوداً بيننا اليوم لا أعلم ماذا ستكون ردة فعله على هذه التفرقة وهذه المعاملة بين بعضنا البعض، فهو أوصى أن لا نفرق بين إنسانٍ وإنسان إلا بدرجة تقواه.. لا بلونه ولا بأصله ولا بعرقه.. ولكن أصبحنا اليوم نفرق طبقاً للغة والبلد والمنشأ إلا من رحم ربي".

عادات غير مقبولة..
تلك النظرة "المعتمدة" لدى بعض العائلات لم يقتصر كونها "مُستفزة" على فئةٍ عمرية واحدة فقط.. فالحاج أبو إبراهيم قال :"أنا كمهاجر.. واجهتُ في تزويج أبنائي العديد من العثرات كان من بينها "المواطن واللاجئ"، فعائلاتٌ كثيرة تصر على نقل هذه الثقافة الخاطئة بين أجيالنا فيتشربونها من جيل إلى آخر على الرغم من علمهم بأن هذه الثقافة خاطئة، ولكنهم يبررونها بأن عاداتنا غير عاداتهم وتقاليدنا غير تقاليدهم".

وعقب قائلاًً:"على الرغم من أن هناك العديد منهم من حاملي الشهادات وأصحاب الوعي العالي، إلا أن تلك النظرة السيئة موجودة بينهم، بل ويعملون على تدعيمها في أبنائهم وبناتهم".

على ما يبدو أن رامي المقبل على الزواج سيضرب بتلك التقاليد العائلية عرض الحائط فهو يبحث بنفسه عن الفتاة التي يمكن أن يتقاسم معها أعباء حياته ولذلك فهو لا يعبأ كثيراً بقضية الهجرة أو التوطين.

ويقول :" أنا كشاب مسلم لا أفرق بين مواطنة أو مهاجرة أو لهوانية أو غزاوية أو مجدلاوية أو رفحاوية أو غيرها من الألقاب التي يتداولها الناس، ففي نهاية الأمر كلنا أصحاب جرح واحد، النقطة التي من الممكن أن تكون من أهم الأولويات لديّ هو ما تملكه الفتاة من أدب ووعي وأخلاق وعلم".

مجرد "نعرة"
من جهته أوضح د. ماهر الحولي، أن الإسلام يمقت هذا الفكر، وهذه النظرة المجحفة بحق المواطن الفلسطيني، حيث إن الإسلام –والحديث له- وضع أسس الزواج القائمة على الدين في المقام الأول والأخلاق والكفاءة، مشيراً إلى أن تخصيص الأمر واقتصاره على مواصفات تتعلق بالأصل والعرق، يثبت التفرقة التي وضع أساسها الاستعمار الإسرائيلي والانجليزي.

وأضاف :"إذا تقدم شاب صاحب خلق ودين للفتاة فالأفضل أن يوافق أهلها بعيداً عن "النعرة " التي من شأنها أن تدمر العلاقات الاجتماعية وتقلصها إلى حدود الرسمية"، لافتاً إلى أن الإسلام لم يفرق بين الناس سوى بتقواهم فما بال الشعب الفلسطيني يفرق بين أبنائه على أساس الهجرة والإقامة؟..

وطالب د.الحولي أبناء الشعب الفلسطيني "المناضل" بأن يبتعدوا عن هذه الأفكار والمعتقدات التي تعمل على زيادة التفرقة وليس تقليصها، موضحاً أن ما أسماه "هذه النعرة" قابلة للزوال، لكنها تحتاج إلى جهدٍ وقناعة.

بعيداً عن الإسلام
أما محاضرة علم الاجتماع في الجامعة الإسلامية د.فتحية اللولو، فقالت :"هذه المشكلة ليست كبيرة إلا أنها موجودة لدى عائلات محددة، متابعةً :"هذا الرفض المتبادل بين بعض المواطنين والمهاجرين نابع من النظرة الدونية لدى المواطن ضد المهاجر، ومن خوف المهاجر من عدم سعادة أبنائه في حياتهم لدى المواطن.. وهذا ما يدفع الجهتين إلى الابتعاد عن هذا الزواج".

وعن الآثار التي تترتب على هذه التفرقة، قالت اللولو :" الفجوة الاجتماعية الكبيرة هي الناتج الأساسي لهذه التفرقة، حيث إن العديد من الناس يعزلون أنفسهم وراء أسوار التخوّف والتفرقة"، مؤكدة أن مجتمعنا مجتمع مسلم فالأولى أن ينأى بنفسه عن هذه التقاليد الغريبة.

وتابعت :" أهالينا ولدوا في هذه القرى والمدن ونشؤوا فيها، ونحن نتشارك في نفس الوطن والقضية، وكذلك نفس الهموم والمعاناة، فالأحداث السياسة تجري رغماً عنا"، موضحة أن الجميع اندمج مع بعضهم البعض سواء كان ذلك برضاهم أم رغماً عنهم.

ما بالنا نفرق ؟؟!!
وفي السياق ذاته، أكدت اللولو أن الاحتلال الإسرائيلي نفسه لا يفرق بين أبناء الشعب الفلسطيني.. فالصاروخ يستهدف الكل الفلسطيني وليس المواطن أو المهاجر، "فما بال أبناء الشعب الواحد يفرقون بين بعضهم البعض على أساس خزعبلات التهجير والتوطين؟".

كما أشارت اللولو إلى أن العديد من العائلات والشرائح في المجتمع الفلسطيني بحاجة إلى توعية دينية واجتماعية وتحديدٍ للأولويات والمعايير وفقاً لما نصّ عليه الإسلام، مستشهدة بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، حيث إن المعايير الإسلامية تتحدد بالدين والخلق.

كما تحدثت اللولو عن العديد من الزيجات التي لاقت نجاحاً كبيرا وتفاهماً جمعت بين المهاجر والمواطنة أو العكس، فالجمع لا يعني الفشل دائماً.. والقضية كلها تحتاج إلى بعض الوعي والتفاهم، وجهد كلا الطرفين للعمل على إنجاح العلاقة والحياة الزوجية.

من جهة أخرى أكدت اللولو أنه بدلاً من الالتفات لأمور كهذه يجب البحث عن الدين والأخلاق والتكافؤ الاجتماعي والعمل على تحسين النسل إلى جانب السعي وراء تثبيت الجذور الفلسطينية وليس تقوية التفرقة بين مهاجر ومواطن.

رأيك يهمنا وأرجو التحلي بأخلاقنا الحميدة التي حثنا عليها ديننا العظيم

موضوع: رد: لأنه الخميس مايو 20, 2010 10:04 am

يسلموووووووووووووو
موضوع جميل

موضوع: رد: لأنه الخميس مايو 20, 2010 10:42 am

مممممممم
مممممممم

بما انى لاجئه راح احكيلك

يمكن هادى الشغله كانت تسير زمان

بس بعتقد انو هادى الشغله بدت تخف

شوفي هلا احنا اهلنا متمسكين نوعا ما

بان العريس يكون مجدلاوى

بس ازا اجا واحد مناسب

مافي اي مشكله

يسلمو

موضوع: رد: لأنه الخميس مايو 20, 2010 10:58 am

يسلمو موضوع متميز
برأيي احنا كلنا فلسطينين وما في فرق بيننا

موضوع: رد: لأنه الإثنين يوليو 05, 2010 5:36 am

يسلمو

موضوع: رد: لأنه الأربعاء يوليو 28, 2010 3:17 am

ما في فرق بينا اولاد الوطن بغض النظر كونه لاجيء