لا تكن رقمًا .... بل كن انت!

________________________________________________________

لا تكن رقمًا .... بل كن انت!

اكد لي
مرارًا وتكرارًا ان قيمته وسعادته في الحياة تكمن في المال ، فبواسطته
سيحقق اهدافه من زواج ورفاهية حياة ( الفلوس تجيب العروس) وكل ميتمناه
المرء.

كنت ُاراها حزينة مكتئبة لتقول لي : اريد ان اكون مثل
سائر صديقاتي الفتيات .... ان اعيش ببحبوحة عيش رغد مادي وان ألبس عل مودة
( افخر الثياب) واجمل نفسي بالمكياج الجميل واحمل قصة الشعر العصرية ، وان
يكون لي زوج وسيم وصغير العمر ، غني ماديًا وان يكون في احدى دول الفردوس
اوربا ، امريكا، كندا ، استراليا.... وتريد ان يكون وضعها شان صديقاتها
وتذكر لي الاسماء ولا زالت تقيس وتقارن نفسها بالاخرين ....
فنتابتني ابتسامة برئية وقلت لها اكملي .... فقالت: لماذا صديقتي لها كل هذا وانا ليس لي ....

صمتُ لوهلة مفكرًا متحيرًا متالمًا .... وبعد سويعات كانت هذه الخاطرة !
انها تريد ان تكون ( مثل) ان تكون مقلدة، انها تريد ان تكون رقمًا بين مليارات الارقام من البشر، وتجعل من ذاتها نكرة وجود.... ولا زالت ترفض ان تكون ( هي) .... وهذه هي مشكلة مُعظم الناس في كل الازمنة وعلى مر العصور ....


سعادتك وقيمتك ليس بالمال او الزواج او بتقليد الاخرين او العيش في دول
الفردوس ، الكثير متوفر لهم كل هذا ، والكثير تراه يفتخر بتقليد هذا وذاك
.... لكنهم غير سعداء وليس لديهم حضور فعال في الحياة!
عظمتك تكمن بذاتك ايها الإنسان.... فانت انت... واناك فريد .... وهنيئًا لك اذا اكتشفت ثرواتك الذاتية....
عرفته فنانًا
صغيرًا مبتدأ فشجعته ووقفت لجانبه .... لكنه فشل فنيًا لانه حاول ان يقلد
( هـ) من الفنانيين .... لم يعطي مالديه بل ابتدا بمنجزات الاخرين وظل
مقلدا ولم يكون له هوية فنية خاصة به.... وهذه كانت طامته الكبرى!وعلل
فشله بالمكان والاشخاص .... متنكرا للاسباب الحقيقية...

وقبل اسدال الستار على كلماتي هذه اقول:
قيمتك كأنسان وسعادتك ليس حيث تكون ومع من ستكون ، بل كيف ستكون! ، فالمكان لا يصنع الاشخاص ولا يصنع الابطال ....
فقيمتك داخل ذاتك لا خارج عنها .... متى وعيت هذا ستدرك خصوصيتك الذاتية وستنتج وتثمر وتبدع وستدخل التاريخ....

يسلمو يسلمو كتير علي ذلك

يسلمووووووووووووو على مرورك حبيبى نورت صفحتى