حَلاوَةُ اللِّسان

حلاوة اللسان

جارحة اللِّسان مُضغة لطيفة ضعيفة، ولكنها تُورِد الموارد وتقود إلى المهالك، ترفع في الآخرة أقواماً وتضع آخرين!

كان أخوف ما يخاف الرسول | على أصحابه من اللسان، فكثيراً ما يحذّر منه وينبّه إلى أخطاره: »أَمْسِك عليك لسانك، كُفَّ عليك هذا، اضْمن لي ما بين لَحْيَيْك وما بين رجليك أَضمنْ لك الجنة«.
إنه لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولسانه، فإن استقام اللّسان استقامت سائر الأعضاء وإن اعوجّ اعوجّت. إن مقتل الرجل بين فَكَّيْه، وحَتْفه مخبوء تحت لسانه، فمن وُقي شرّ لسانه فقد وُقي شطر الشرور والآثام.

وقد قالوا: المرء بأصغرَيْه: قلبه ولسانه. وقال الشاعر:

لسانُ الفتى نصفٌ ونصف فؤادُه فلم يبقَ إلا صورةُ اللحم والدمِ

وقيل إن السيّد الذي كان يعمل عنده لقمان الحكيم قال له يوماً: اذبح لي شاة وائْتني بأطيب مُضْغتين فيها، فأتاه باللسان والقلب؛ ثم قال له يوماً آخر: اذبح لي شاة وائتني بأخبث مضغتين فيها، فأتاه باللسان والقلب. فتعجّب سيده فسأله عن ذلك، فقال له لقمان: إنه ليس شيء بأطيب من القلب واللسان إذا طابا، ولا شيء بأخبث منهما إن خَبُثا!

إن المرء في واقع الحال مستور تحت طَيِّ لسانه لا تحت طَيْلَسانِه، فما يأتي به اللسان من بيان فإنه مَئِنَّة من خلق صاحبه، فإن كان ينطق بفاحش الكلام فحامله سييء الأخلاق، وإن كان يتكلم بطيب الكلام فصاحبه حسن الأخلاق.

ولو أدرك المؤمن ما ينفعه في المعاش وما يرفعه في المعاد لاتقى آفات اللسان وشروره، واهتدى إلى الطيّب من القول وترك القبيح منه، وكيف لا يفعل وقد دعاه ربّه عزّ وجل إلى ما يهديه ويحييه، فأمره بحسن الكلام وطهر اللسان: <وقولوا لِلنّاس حُسْناً> البقرة - ،83 <وقُلْ لِعبادي يقولوا التي هي أَحْسَنُ إن الشّيطانَ يَنْزَغ بينهم> الإسراء - 53.

ودعاهم النبي المصطفى | أيضاً إلى طيب الكلام، فقال: »من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمُت« متفق عليه، »الكلمة الطيّبة صدقة« متفق عليه، »إن في الجنة غرفاً يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنُها من ظاهرها، قيل: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائماً والناس نِيام« الطبراني والحاكم.

إن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة، ثابتة سامقة دائمة الثمر، والكلمة الخبيثة كالشجرة الخبيثة تهيج وتعلو وتتشابك، ولكنها لا تزال هشّة ضعيفة، ولا تلبث أن تُجْتثّ وتُستأصل.

إن أقواماً في هذه الأمة جعلوا لسانهم سلاحهم، ألسنتهم أَشدّ من السِّنان، وأَحَدّ من السِّهام، وأَمرُّ من العلقم، يتسلّطون بذَلاقتها على الناس، ويستطيلون بذَرابتها على العباد، إذا تكلّموا أفحشوا، وإذا نطقوا جرّحوا، يَلْوون ألسنتهم بالسوء ليَّ السَّوائم في مرعاها! ثكلتهم أمهاتهم! كأنهم لم يبلغ سمعهم ذلك الإنذار النبوي الذي تَوْجل منه القلوب، وتذرف منه الدموع: »وهل يُكبّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم!« رواه الترمذي، فكم من ذَرِب اللسان يفرّ من لقائه الصُّرَعةُ من الناس، سيكون ضحيّة لسانه يوم الجزاء، يقول الشاعر:

كم في المقابر من قتيلِ لسانه كانت تَهابُ لقاءَه الشجعانُ

كان رجل من الأنصار يمرّ بمجلس من الخائضين في كلام السوء، فقال لهم: توضَّؤوا فإن بعض ما تقولون شرٌّ من الحَدَث!

وأَحْرِ بمن كان قبيح اللسان أن لا يكون سيّداً في قومه أو قدوة، فالقدوة وهذا الخُلُقُ على طَرفَيْ نقيض. فلا تسوِّدوا ذوي الألسنة الحِداد فوق رقاب العباد!

فاعتصم أيها المؤمن بحلاوة اللسان ولا تَدَعْ لشيطان دَنَسِ الكلام سبيلاً إلى قلبك ولسانك ومُعجمك.

مشكورة يا نور على الموضوع الاكثر من رائع

يسلموا ايدك وبارك الله فيكي

شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز

واصل تالقك معنا في المنتدى

بارك الله فيك نور...

ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة

لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي

يسلمووو كارينا

مرورك هو الاكثر من رائع

تحياتي ليك

يسلمووو حاجز الصمت

على المرور الراقي

الذي اسعدني

تحياتي ليك

يسلمووو miss emy

على المرور الاكثر من رائع

الذي انار موضوعي

لك مني اجمل تحيه

مشكورة على الموضوع الطيب

وجزيت خيرا

دمتم بعز

يسلموو خليل

على المرور الراقي

تحياتي ليك

كالعادة ابداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

** miss emy **

يسلموو على المرور الراقي

الذي يسعدني دائما

تحياتي ليك

يسلمووووووووووووووووووووووو

يسلمووو الاموره سوسو

على المرور الراقي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أختي الكريمة

أفاض لسانك بدرر و لالالئ

جعلها في ميزان حسناتك

يسلموو عاشق الجنه

على المرور الراقي

تحياتي ليك