عاشق مدريد البيضاء ازهري ماسي
عدد المشاركات : 29 العمر : 34 التخصص : التربية بلدي : وسام العضو :
نقاط : 77 تاريخ التسجيل : 24/04/2010
| موضوع: هنا غزة فإنظر الأربعاء سبتمبر 15, 2010 6:16 pm | |
|
هنا في غزة حالة حياة نادرة، لم تفلح أدوات النقل من صحافة وفن وغيرها، أن تحكي قصة اللحظة الراهنة فيها، أحتاج أن أكون مباشرا وغير منتظم ولا تابعا لشرط في أتونها، لقد تحول جزء كبير من أهلها الأصليين – الطيبين - إلى مسوخ، فيما أتلف الفقر قدرة التقليديين البسطاء على تجاوز تضاريسهم ويومياتهم التي تلوك بأضراسها جثثهم دون رحمة، وسرت لوثة التحاسد والكراهية بين الناس إلى حد صرت تخشى فيه فعلا، أن ينظر أي من الناظرين لطفل صغير وسيم، في غزة وقبل حوالي عام أوقف قائد سياسي وثقافي على خلفية جرائم وتعديات الاحترامية، مثل هذه الحادثة عادية جدا لولا هذه / ألا وهي أنني شخصيا أتحدى أيا منكم أن يجد لما فعل هذا الرجل ثيمة نفسية واحدة داخل شخصيته فلا هو منها ولا هي فيه، ورغم ذلك حدث ما حدث يقينا لا كذبا ؛ وبتفنن ووقاحة منقطعة النظير، وفي غزة تحديدا اكتشفت بما لا يقبل مجالا للشك أن مدراء في مؤسسات كثيرة يسرقون جزءا من رواتب صغار الموظفين دون كبارهم خاصة لدى المؤسسات الأهلية، ابن رجل محترم وقائد سياسي، تاجر فعلا بفروش الحشيش التي تأتي ملفعة بمبرر الإغاثة عبر الأنفاق، الأنفاق وما أدراك ما هي ؟؟ عرفت في مناطقها مجموعة من الناس أقسم بالله أنها لا تساوي في سوق النخاسة شيكلا واحدا، أصبحوا أصحاب رؤوس أموال تتراوح بين 300 ألف دولار إلى مليوني دولار، وغيري سواي حدثني عن أحدهم وصلت ثروته النفقية لا النفطية إلى قرابة ثلاثين مليون دولار – يعني كجورج وسوف –، ولدي أمثلة وقصص تتعلق بممسوخين من نوع آخر، يربون لحيتهم معتقدين أنها مدخلهم لسادة غزة الجدد بل يلونون لهجتهم بعبارات سادة غزة الجدد كقولهم ( الله يكيمك يا أخي الكييم – الله يرضى عنك بدلا من الله يرضى عليك )، وسط ذلك كله، فإن طبقة التجار ضربوا أسعار سلعهم بعشر أضعافها بحجة إغلاق المعابر، والمضطرون يشترون / وهم هنا أهل غزة كلهم، فيما انتشرت طوائف من الشيوخ الروحانيين الموصوفين سرا ؛ تفوق كشفياتهم فاتورة أكبر الأطباء في لندن أو برلين، جزء كبير من الفتيان يتزوجون ولا أدري لماذا ؟؟؟ حيث لا منازل لهم ولا عمل ولا أمل ؛ ورغم ذلك " ربك بيرزق بس اعزق " .
في غزة أيضا تسود حالة من الحقد المتبادل والكيد الدائم بين أي زملاء في أي مؤسسة، موظفون في مؤسسات كثيرة يطرحون أنفسهم في أماكن عملهم كملاك للمكان، يحاكمونك دون أن يعلنوا، على مجرد مجيئك لمكاتبهم حتى لو مستفسرا/ لا طالبا خدمة، وألاحظ أيضا إقبالا مهولا على الطعام وتحديدا اللحوم، حيث أشاهد الناس يهجمون عليها بأنواعها من طيور وحيوانات وربما بشر، ويشترونها سواء مجمدة أو مجففة أو طازجة، فيما الكل الكل الكل يبحث عن عمل، وأكرر الكل هنا أي حتى من يمتلك عملا محترما يعيش منه، يبحث عن عملين غيره، والكل الكل الكل يقسم أغلظ الأيمان على أنه لا يستفيد من عمله شيئا وينوي تركه ؛ فيما الحقيقة أنه يمزق الظل لو اقترب منه، وهناك في غزة مشاع عاطفي لا حدود له ولا شكل لملامحه، نسبة كبيرة جدا من النساء يجرين خلف نسبة كبيرة من الرجال وبالعكس، فيما تشتكى كتل بشرية مهولة من الملل باعتباره مرض اللحظة الراهنة، أما الصحفيون ف" رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون " من أراد أن يعرفهم فليسأل عنهم زمن حرب غزة، وكيف تعاملوا مع المشهد الدموي الفاجع الضخم، كما لو كان موادا خامة لصنع سلع تلفزيونية مربحة كلما كان الدم فيها أكثر، كلما انتفخت صفقة الأجر أكثر ؛ فيما كثر تزوير الفواتير الخاصة بقيمة تكاليف العمل، وتم إحاطتها بهالة من التخطير والتدبير، للحصول على الأكثر، ومن أثر الحرب توجد آلاف الأسر الغزية التي تعيش في الشارع، وهي بتراكمها الديمغرافي الشوارعي وتردي يومياتها، إنما يخشى على بنيتها من أزمات أو عقد نفسية غير محددة، في غزة أيضا يتصل فريق برام الله ليخبره كذبا عن دوره في الحفاظ على ما تبقى من حركة فتح، وكون متلقي الإتصال لا يوجد هنا، فإن رسالة المتصل تخرج صادقة جدااا ؛ لكن الفاجعة أنني اعرف البعض يتصل ليتسول بأساليب إبداعية، ومن جهتي وكوني في غزة لا أعرف كيف يتعاطون مع هذه الفئة الغزية الرعناء الكاذبة المتسولة، لكنني أدرك أن هناك عقولا برام الله لم يؤثر الحصار عليها مثلنا، وبالتالي لا تزال سليمة معافاة إلا من عاطفة هلامية أحيانا إزاء كذابي غزة .
هناك فئة من الناس هنا خائفون قلقون رغم وجودهم في حالة مريحة نسبيا، فهم يقولون إن حياتنا للوراء رغم هدوئنا النسبي لكنهم يخشون أن يصيروا جزءا من الوراء هذا، كل ما في غزة يخرب غزة يا سادتي، أينما وجهت عيني سال دمعي، ونسيت في غمرة الحديث أن أقول إن هناك تهامسا عن هوس الاحترامي بغزة من خلف ستار، والبعض يتكلم بمرارة عن بعض ضحاياه باعتبار السبب هو الفقر، أما جنوب قطاع غزة، حيث تتكوم البيوت والشوارع الضيقة وتتشرد الكتل البشرية ذات البيوت المهدومة منذ الانتفاضة الأخيرة فوق بعضها، فقد سادت وتسود حالة من التواصل الإجتماعي المريض غير المنظم بين الناس هناك، يتسبب بنوع من الخطايا والأخطاء المخبأة، إذا تطورت سنسمع عنها جميعا .
ما أكثر الجامعات في غزة، لها حكايات جبارة، بعض أساتذتها يجعل من المادة الاكاديمية خمسة أوراق فقط لا غير، لكي لا يرهق نفسه ويضمن استمراره في الجامعة باعتبار حب الطلاب الذين خفف عنهم سيكون رصيدا له، إلا أن بعض الأساتذة الجامعيين بات يتعامل مع عمله كرفاهية لا أكثر، إذ اتجه لتجارة الأنفاق التي تدر مبالغ خيالية وفي مدد قصيرة، كما تتطور في غزة ظاهرة البخل والمنع ؛ مرتبطة طرديا مع كثرة الحصول على المال، حوااادث كثيرة وآثااام بيضاء وسوادء كثيييرة في غزة، مما ينذر بحالة من تداخل المستويات والأطر فيها، وتدافع الظواهر نحو بعضها البعض في مشهد لن يكون من السهل الفصل بين جزيئاته للتشخيص ذات يوم، إنها لحظة يأس حقيقي في عمر غزة، يأس لم يسبق له مثيل، هذا اليأس مختلط إلى حد الالتحام باستسلام أعمى وأجساد ماتت فيها إرادة الحياة، ومن هنا فإنني لا أتنبأ بشيء، فالتنبؤ يقوم على الحركة أو التفاعل ؛ والحركة كاحتمال ليست واردة لا من أي نوع ولا من أي حجم .
بقي أن أشير إلى أن الكذب في غزة وأقسم بالله على ذلك، يتعامل معه أكثر من الهواء، أعرف إنسانة ومن قبلها إنسانا آخر، نسيا تماما كيف يصدقان، معذوران وبإمكان أحدنا أن يسحب من جسمهما كذبا لا دما في حالة الحاجة له، كل شيء كذب .. الكذب الكذب حتى في المواضيع البسيطة، ربما كي يؤسس له في الكلام الكبير، سادتي سادتي هذه هي غزة اليوم، لا حطبا حطبت ولا عادت من الأحراش سالمة، غزة مدينة منهكة من الداخل، كاذبة من الخارج، متسولة في حقيقتها وطماعة إلى حد القرف، من المسؤول يا سادتي ؟؟ لا تسرحوا كثيرا، قد تكون هي وبامتياز .. الناس هنا كذابة وحزينة ومقرفة وطيبة، الناس هنا مثل اليأس، جميل الملمس ومريح للأمعاء من الانقباض، لكنه خادم المرض الأمين، ومضيعنا ..
لست أدري ماذا أقول سادتي، ثم من أنتم ؟ هل انتم فعلا أيها السادة سادة، إن كنتم من غزة فلا سادت لكم لحظة على راحة، وإن كنت يا قارئي من غير هذه المدينة الهلام، فارحل عن هذا المقال، لأنه لن يجديك ولن تجديه، انظر حولك قد تكون غزة هي النموذج الذي كان لا بد له بما آل إليه أن يصير كذلك، لينفع أن يشبه بقية أنحاء العالم العربي تحديدا، غزة جزء لا يتجرأ من عالم تشبهه، لكنني وهي نعاني صدمة الاستيعاب ؛ مع انفرادنا هنا في غزة بسلعة أنفسنا وآلامنا المتكلفة حينا والحقيقية حينا ؛ نتاجر فيها على ضوء الشموع في ظل أزمة الكهرب ؛ الكهرب وليست الكهرباء . سلام يا صاحبي . الأستاذ / عبد المجيد
عدل سابقا من قبل عاشق مدريد البيضاء في الخميس سبتمبر 16, 2010 1:14 am عدل 1 مرات | |
|
عاشق مدريد البيضاء ازهري ماسي
عدد المشاركات : 29 العمر : 34 التخصص : التربية بلدي : وسام العضو :
نقاط : 77 تاريخ التسجيل : 24/04/2010
| موضوع: رد: هنا غزة فإنظر الخميس سبتمبر 16, 2010 1:13 am | |
| اظن ان موضوع مثل هذا اخذ جهد جبار من كاتبه يستحق اكثر من هذا ويستحق اقل شئ الوقوف عليه والنظر لفحواه لرؤية ماهية غزة الحقيقية ارجو من الاعضاء الكرام اعطاء الردود لتشجيع مثل هذا العمل بينكم حتى لا تكونوا من هؤلاء الناس الذين هربوا من الواقع وتحياتي لكم | |
|
جنان الورد ازهري نشيط
عدد المشاركات : 50 العمر : 33 التخصص : ..... الهواية المفضلة : النت- مطالعة الكتب والروايات بلدي : وسام العضو :
نقاط : 155 تاريخ التسجيل : 24/06/2010
| موضوع: رد: هنا غزة فإنظر الخميس سبتمبر 16, 2010 2:45 am | |
| بقي أن أشير إلى أن الكذب في غزة وأقسم بالله على ذلك، يتعامل معه أكثر من الهواء، أعرف إنسانة ومن قبلها إنسانا آخر، نسيا تماما كيف يصدقان، معذوران وبإمكان أحدنا أن يسحب من جسمهما كذبا لا دما في حالة الحاجة له، كل شيء كذب
صحيح الكدب فى غزة حرج ولا حدت عنه كلامك كبير كتير ومعلومات غريبة كمان الله يصلح هالحال مشكور كتير ع هالموضوع تقبل مرورى تحياتى | |
|
عاشق مدريد البيضاء ازهري ماسي
عدد المشاركات : 29 العمر : 34 التخصص : التربية بلدي : وسام العضو :
نقاط : 77 تاريخ التسجيل : 24/04/2010
| موضوع: رد: هنا غزة فإنظر الخميس سبتمبر 16, 2010 5:09 am | |
| شكرا للاخت جنان الورد على هذا الرد لك جزيل الشكر مني وكلي قبول لمرورك | |
|