والله وانقلبت الآية!!!
كانت حركة فتح تشترط تخلي حركة حماس عن الانقلاب الذي أودى بحياة المئات فتراجعت عن ذلك لمصلحة الوفاق الفلسطيني ، وكانت فتح تطالب بمعاقبة الذين نفذوا الانقلاب ممن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء وأيضا هذه النقطة أجلت أودفنت مع دفن الشهيد رقم 600 على يد الحكومة الربانية، وفتح قبل ذلك تراجعت أمام الدم في غزة مرارا ، وتنازلت عن الكثير لتحقق اللقاء الوطني وانهاء تشطير الوطن.
ماذا يا ترى كان رد حماس ؟ كان الرد منذ البدء بمشاورات القاهرة أن حركة حماس لا تبتغي الحل أبدا فأولئك الذين تنعموا بوثير الكراسي عبر السلطة الحديثة ، وأولئك الذين بذوا الفاسدين السابقين في الفساد عبر أموال الأنفاق والبنزين والسلع المهربة والاتاوات لا يمكن أن يتخلوا عن اللذائذ لا سيما وأنها مرتبطة بوضوح بمحور ايران الذي يصب الأموال صبا في جيوب عدد من قيادات حماس في الداخل والخارج.
كيف من الممكن لفصيل ديني- سياسي أن يتخلى عن معجزة أول حكومة للاخوان المسلمين في تاريخهم كما يقولون قامت لتدوم أبد الدهر؟ وكيف لفصيل ولغ بالدم ألا يخاف على رؤس قادته وكوادره لو أجرى المصالحة؟ وكيف للجيوب أن تزداد امتلاء من الفوضى في القطاع لو حصلت المصالحة؟ ان ذلك لا يستقيم أبدا.
أن يكون لفتح رأي ولحماس رأي آخر وللشعبية رأي ثالث فهذه سمة الديمقراطية والتعددية التي نحترمها . ولكن أن يكون الرأي خارجي ومفروض فهذا ما لا يقبل أبدا. وهذا ما قاتل ياسر عرفات سنين طويلة ليلغيه من قاموس الثورة الفلسطينية أي الحفاظ على استقلالية ارادته وقراره.
لقد جاءت تفاهمات القاهرة حلا وسطا بين ما يريد كافة الأطراف ، ولم تمثل الصيغة وجهة نظر فتح أو غيرها أبدا تلك التي تطالب بالتراجع عن الانقلاب وهو العقبة الحقيقية، وهو معول الهدم الأول في جسد الوحدة الوطنية. ومع ذلك ها هي حماس تسفر عن وجهها الكريه مرة أخرى.
خالد مشعل يستجدي اللقاء مع باراك أوباما ربما إرضاء لطلب محل الإقامة الذي سيسارع لذلك ، وهنية أمام المتضامنين الأجانب في غزة يعترف بإسرائيل فماذا بقي لحماس "المقاومة"؟ وماذا بقي لحماس "الربانية" كما تصف نفسها؟
كانت حماس (تعكنن) على السلطة فتعلن أن لا توقف عن إطلاق الصواريخ قبل التحرير، بل وخونت وكفرت من يمنعها أو لا يطلقها لتنقلب الآية بالأمس فتكفر وتلعن وتخون من يطلق الصواريخ على الجارة إسرائيل التي تزود القطاع بكل المواد التموينية في ظل الحصار الذي ينفيه الزهار؟
كانت حماس تعيب على بعض إعلاميي فتح ممن لا يوفقهم الله حينما يركبون الفضائيات أنهم لا يريدون الحوار مع حماس بسب الانقلاب فتهاجمهم قائلة وكيف تتفاوضون مع إسرائيل؟ لتنقلب الآية بين ليلة وضحاها اليوم حيث تفاوض حماس إسرائيل وتعترف بها ، وتصر كما يورد الزهار على استمرار ما يسميه التهدئة مع "العدوالصهيوني" رغم عشرات القتلى؟ وترفض اليد الفلسطينية الممدودة؟!
لقد أصبح هم حماس الحقيقي الواضح بلا مواربة هو وراثة السلطة والمنظمة وسعيا حثيثا وراء السطوة والمال، وتحقيق تدمير السلطة الوطنية وتدمير حركة فتح !! فقتال الكفرة العلمانيين أولى من قتال اليهود كما يقول كوادرهم بثقة في الضفة حيث يترقبون هذا اليوم وهو يسنون أسنانهم وسيوفهم ؟؟! واليهود الذين لا يجد هنية معهم أي مشكلة سوى الاحتلال كما يقول يعدهم بهدنة أبدية مجانية ان أقروا له بالسلطة؟!
هاهم يقومون بهجوم السلام؟؟ على أمريكا وعلى إسرائيل؟؟ فماذا بقي لحماس؟؟