احتمـــــــــــــــالاتـــــــــــــــــــــــــ

قد أشعر بقلق من أشياء غير واضحة، وغير مفهومة، ليس لها ملامح محددة تساعدني على تفسيرها، وقد يمر وقت طويل وهذا القلق يلازمني، أو ربما لا يطول الوقت أكثر من تنهيدتين وموال نسيه مغن غريب تحت دالية وغاب، إنه الشعور الذي يسبق البكاء أو الكتابة أو الغناء، شعور تأتي به احتمالات لا تنتهي لأنها دائما تبدأ، احتمال قد يحدث، وقد لا يحدث، أبقى معلقا في مساحة فراغية مليئة بانتظار يشبه انتظار السجناء، دائما يتوقعون حدوث شيء لكنهم لا يعرفون متى وكيف، احتمالات قائمة، وقلق متجدد، تخرج صباحا متأرجحا بين احتمالين، تصل أو لا تصل، ترتبط بموعد ما قد يحدث وقد لا يحدث، ولكل منا احتمالاته التي تظل تحاصر قراراته وخطواته، لا شيء مؤكداً كل شيء قابل لأن يكون أو لا يكون، وهذا بالضبط الذي جعل كل شيء مؤقتا، وبالتالي يرسم جمالية للحياة، فلا شيء سيبقى، كل شيء يتغير، المواسم وأشكال الغيوم وألوان العصافير ووجوه العابرين وبنايات الشارع المقابل للشجر العتيق، لن تمل مع الاحتمالات، فاللحظة القادمة تحمل معها التغيير، ولولا ذلك لبقي حمورابي ساهرا مع قوانينه ولبقي الاسكندر مسافرا في بكاء المدن الأسيرة ولظل جلجامش باحثا عن خلود لن يجده، ما دامت الاحتمالات موجودة فسيبقى حراس الشخصيات الهامة في أعمالهم ليحصلوا على مال يساعد على انتظام أبنائهم في المدارس، ويُعينهم على الاحتفال بأيام الأعياد، الاحتمالات هي التي تجعل استمرار الخوف من المجهول قائما، ذلك الخوف الذي يجعلنا نفكر قبل كل شيء، نفكر قبل النوم وقبل الزواج وقبل الخروج إلى الشارع العام والمكان العام والاجتماع العام، الاحتمالات سيدة في حياتنا، سيدة تساعدنا على التخيل، والتخيل يساعدنا على إيجاد الحلول، لكنني رغم ذلك أظل أشعر بالقلق من بقائي بين احتمالات، أتمنى حدوث احتمال مع خوفي من حدوث احتمال آخر لا أريده أن يحدث، وفي كل الحالات يبقى وجود الاحتمالات دليلا على وجود الحياة، لأن الاحتمالات لا تزور الموتى.

اسوب رائع
بتعبيرت جميلعة
من انسن رائع
تحياتي