لو أردنا لفعلنا يا جهلاء ...
فلا تستعجلوا بأسنا إلى ساحة النزال ...
السلام على من اتبع الهدى .. أما بعد :
فما هذه الأوكار المنصوبة ، و لمن نصبتموها ؟ و من أين نلتم نارها و حظيتم ببطشها ؟ و ليس منكم نهاة تمنع الغواة عن دلج الليل وغارة النهار ، قد باعدتم الدين ، و طغيتم و ظلمتم و إن فيكم لفي كتاب الله حكما ، و في سنته عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم قضاء .. و أن لنا بعد أن وعينا هدي ربنا لخيّرة في أمركم ، فإن عجلنا القصاص فنحن معذورون أمام بارئنا ، و إن صبرنا على ما آذيتمونا فلنا موعود الاجر الجزيل ينتظرنا .. أبصارنا دائما ترنوا إلى العلياء كما هي أرواحنا ، و هذه أمنيتنا نختارها على الدوام في منشطنا و مكرهنا .. لكن الذي لا نملك رده إذا حان موعده ، هو ما نخاف عليكم أن تبلغوه ، فلا نظنكم تطيقوا بأسنا إذا نزلنا ، فإنا إذا نزلنا بساح قوم ، ساء صباحهم بغير ما يشتهون ..
أيها الجهلاء : لقد بلغتم مبلغا بجهلكم ، فجعلتم مثالبكم المسممة لمياه يم ظاهرة مفضوحة ، لا تحتاج لمن يجهد نفسه في ذكر محاسنكم أن يجد لكم مبررا ، و قد وعى أمركم ضعيف بائس قبل سيد حالم ، فإن فعلنا بكم الأفاعيل ، فلا نظن أن أحد يبقى دون أن يفهم مقصدنا و مرادنا من اذلالكم ، و لسوف لا نجد بدا من اخراج ما نُعلم عن سبب غاراتنا أو دفعنا إلى نول ثاراتنا ..
أيها الجهلاء : لقد دهمتكم الضلالة العمياء ، و الجهالة الحمقاء ، بسبب ما يظن به سفهاؤكم وحلماؤكم من أن عصبة مثل حماس تعقم أن تلد من يسوؤكم سوء العذاب ، أو أن يجعلن من دجى ليلكم احمرارا كلون الشفق قبيل المغيب ، فما أنتم عليه إلا كمن يضرب يمنة و يسرة في ليل دامس على غير هدى ، و هو لا يعلم ألو أحد أراده طريحا لأتاه من فوقه أو من تحته .. من الجهالة الطمساء أن تظنوا أن من يناور بني صهيون في جبروتهم ، و من ينشأ من تحت سطوتهم و يثبت في ميدان هم له أقوى و به أدرى و عليه اشد ، ثم يتقوى بقوة الواثق ، و تدب في بذوره الروح وتسقى جذوره من مهج المضغ ، لتعانق أغصانه السماء مزاحمة طير هو لها عنان .. ثم نجدكم و قد كدتم تركنوا أننا ممن تطوى صفائحهم أمام من تسودت وجوههم بذل العبودية و التبعية لأراذل البشر .. كلا و الله ، أفيقوا يا هؤلاء ، وحكموا بقية عقل توشك أن تذهب منكم و بكم إلى مهالك لا نعتقد أنكم خبرتموها ...
أيها الجهلاء : لو أردناها لفعلناها معكم .. مضاربكم هزيلة ، ومواقعكم بادية واضحة لنا من البر و الجو ، فإذا كنتم قد تعرفتم ما في ايدي العامة من تكنولوجيا و إلكترون ( Google Earth ) ، فما بالكم بمن يقصد أن تكون له معينا في نزالكم .. سياراتكم كالبقرة الصفراء مميزة فاقع لونها .... مساربكم و طرقكم محدودة بالحدود التي خطها لكم أسيادكم و هي مكشوفة في الليل غير النهار .. لو أردناها لفعلناها معكم و موائدنا تحصي ما لذ وطاب ممن إذا قصدكم سيكون أقله على أصغركم زؤام ، فما بالكم و المقصود أكبركم .. أسألوا عنا من عندكم أننا من روث البهائم نخرج ما هو مفقود من السوق .. فسفور أحمر و غيره أبيض ، و القطني المتفجر مما لا تطيقونه ( نيتروسيليلوز ) .. أمام ذلك ، لا يأخذنكم تفكيركم العقيم أننا لو أردنا نزالكم لفعلنا ما سامكم به جندنا في غزة العزة ، فنحن نعلم طبيعة الميدان ، ونعلم ما تفتقدونه من دواء لكم فنوفره ، و نحن من يختار و من يحدد و من يقرر المكان و الزمان و النوع و الحجم .. نزالنا معكم بالعقل و العدة الخفيفة ، لا بالعدد و الزحوف الثقيلة .. فتذكروا .. ليس لنا شأنا في أبنية تشيد في ارسال رام الله في وسط مقاطعتكم ، او مقاطعتكم التي تخططونها حصنا جديدا في نابلس ، وما شأننا أيضا في مربعات هزلية تشبه مساكن الحمام تشيدونها فوق جدر جنيد ، ميداننا معكم ـ إن أردنا ـ غير ذلك ، و ذلك يسقط بذاته فهو أوهى من بيت العنكبوت ، نحن نعلم جيدا أن لكل وكر لكم مخرجا ، و لكل مركب طريق ، و لكل بيت عنوان ، و لكل شخص مناسبة ، و لكل قوي نقطة ضعف ..
أيها الجهلاء : مهما كنتم قطيعا ، فإن لكل واحد فيكم بصمة ، و لكلٍ بيته و مجتمعه و أفراحه و أتراحه .. فلو أردناها لفعلناها معكم ، فإذا نجى أحدكم من احداها فبأيديكم تحلون الندامة على أهليكم ، أيظنن بعض حثالاتكم أنهم في مأمن من مرصدنا ، أو تعقبنا .. أم يظنن أننا نحصي و ننسى ما تفعلوه ، و ما تتضاحكون عليه في خلواتكم .. أيظنن الحثالة خلدون مصلح أن صفحته طوت ، أم تنقلات أكرمه بين نابلس و رام الله قد شفعت له .. أم يظنن حثالتكم رياض حامد أو حكمت أنهما يستتران .. أم يظن عادل السعيد أنه سعيد بما يفعل ، أم عقاب طوباس بأنه سوف لا يعاقب ، أم أن أيمن الظاهر يحسب نفسه أنه غير ظاهر ، أم أن هشام ذوابي ذائب عن أنظارنا ، أم أن محمد القني بكفر قليل متواري ، أم أن غسان الدلع يتخذ من أفعاله دلعا و ولعا ، أم أن أبو عدي ملحم قد تعدى أبصارنا أو بطشنا ، أم أن نعيم حلبية قد أمن على نفسه و هو غير مؤتمن ، أم أن شارع 15 قد يخفي رامي النجار ، أم أن إياد طه وقاه الوقائي عنا هو و أصحابه ماهر زهير و الصغار أمجد الغليظ و وائل الدبور ، أم أن وضاح الجنيدي و حنين الجعبري و نسيم و نضال و غسان و بلال و منقذ و عمر و علاء و احمد و سليمان ومراد شديد قد غرتهم زيف سطوتهم في خليل الرحمن .. ألا تعلمون أن قائمة حثالاتكم طويلة لدينا بالاسم و اللقب و المكان و الزمان ، أحطنا بصغاركم فضلا عن كبرائكم ، فاجعلو لأنفسكم مدخلا من تقليل الإساءة لمن قدره الغالب أن يسود عاجلا أم آجلا ..
أيها الجهلاء : لقد أحدثتم أحداثا توجب عليكم العقوبة ، فكفوا عنا أيديكم وألسنتكم ، و لا تجعلوا لدراهم معدودة سببا في ادخالكم خصومة من لا يعتد بدرهم او دينار، فمن كان منكم محسنا فليزدد إحسانا .. ومن كان منكم مسيئا فلينزع عن إساءته ، فقد أقحموكم في حرب ليست حربكم ، و أهلكم البسطاء لا يقوون على تحمل أوزاركم عندما تفيض غيظا عليكم ، فلا تجد لكم وقتا لترو أو رحمة ، لقد تجاذبنا أطراف الحديث بين أنفسنا ، فما كان بيننا وبينكم إلا و الشفقة تغلبنا على حالكم ، غبطناكم على أن نصيبكم و أفضل حظوظكم أنكم قد وقعتم مع من هم على منهم الإمام للوسطية أقرب ، و شرعنا الحنيف يفتح لنا أبوابا غير ذلك و لا يرضى لأوليائه الذلة و الضيم .. راجعوا حساباتكم ، و ليقف كل منكم مع ذاته و ليقتنع أن كبيره لن ينفعه إذا جد الجد ، فأن مصائد الغضب تصيد الفرادى اسهل من الجمع ، و الجمع و الفرادة غير معجز في وقت قررت العصبة أن يفعل جند الشمال في الجنوب ، و جند الجنوب في الوسط .. فنرجوكم و ندعوكم و نستهديكم .. لا تستعجلوا بأسنا إلى ساحة النزال ...
( قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ
إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا )
و الله أكبر و العزة للاسلام