إطلاق فيروسات كمبيوتر قاتلة في يوم 10/10/2010 الساعة العاشرة صباحا 09-10-2010 يطفح الإنترنت بإشاعات محمومة تتعلق بتمام الساعة العاشرة والدقيقةالعاشرة والثانية العاشرة صباح الأحد وهو اليوم العاشر في الشهر العاشر منالسنة العاشرة من هذا القرن الجديد.
تجد الإشاعات سندها الرئيسي في تراص الرقم 10 - من الثانية حتى السنة -يوم الأحد. وقال البعض إن هذا التراص سيحدو بأجهزة الكمبيوتر للتوقف عنالعمل نهائيا مع توقف ساعاتها، بينما ذهب آخرون الى أنه أفضل دعوة لقراصنةالكمبيوتر لـ«الاحتفال» بالمناسبة على طريقتهم الخاصة المدمرة. وبلغ الأمرحد أن الموقع الإلكتروني الاجتماعي «فيس بوك»، على سبيل المثال، أقام صفحةبعنوان «هل سيعمل كمبيوتري بعد الساعة 10 والدقيقة 10 في 10/10/10»؟
وقال غراهام كلولي، خبير الأمن الإلكتروني بشركة «سوفوس» البريطانية فيتصريحات لصحيفة «ديلي تليغراف»: «هنك تاريخ طويل من الإشاعات المماثلةالتي ترتبط بإطلاق فيروسات مدمرة في تواريخ معينة. وليس مدهشا الآن أنيدور الهمس بين الناس عن فيروس جديد في اليوم العاشر من الشهر العاشر فيهذه السنة العاشرة».
ومضى قائلا: «لكننا يجب أن نتذكر أيضا أن أكثر من 60 ألفا من البرمجياتالخبيثة تُكتشف كل يوم. ولذا يتعين على الناس أن يتنبهوا الى أنهم عرضةلهجوم قاتل على أجهزتهم في كل يوم من أيام السنة وليس في تواريخ معينةوحسب».
ويذكر أن عقد التسعينات الماضي كثيرا ما شهد تحذيرات الخبراء لأصحاب أجهزةالكمبيوتر الشخصي كي يلزموا جانب الحذر في الأيام السابقة لأي يوم جمعةيقع في الثالث عشر من الشهر - وهو يوم يتطيّر به بعض الغربيين. وكان ذلكالتحسب يتعلق بالتهديد الذي يشكله الفيروس السائد وقتها والمعروف باسمJerusalem virus «فيروس القدس».
ووقتها طلب الخبراء لأصحاب الكمبيوتر بتغيير التوقيت في ساعات أجهزتهمبحيث يقفز الوقت مباشرة من الخميس 12 الى السبت 14 وذلك حتى لا تنفذ تلكالأجهزة أوامر يصدرها اليهم فيروس القدس بالتوقف عن العمل في وقت معين يومالجمعة متى ما وقع في الثالث عشر من الشهر. لكن «صمّام الأمان» هذا كانيقابل بمخاوف أخرى وهي أن تغيير الساعة قد يعرض الكمبيوتر المراد حمايتهلفيروس آخر يسمى Durban virus «ديربان» يصدر أوامره المدمرة في حال قفزالوقت من الخميس الى السبت مباشرة.
ولكن ربما كانت المخاوف الأكبر على الإطلاق في هذا المجال هي تلك التيارتبطت بفيروس مطلع الألفية الثالثة الذي قيل إنه سيتسبب في إفناءالبشرية. وقد أطلق الخبراء تحذيرات جادة وخطيرة من أن الساعات الرقميةوسائر الأجهزة الأخرى التي تستخدم نظام الساعات الرقمية ستتوقف عن العملفي منتصف ليلة 31 ديسمبر / كانون الأول 1999 وهو الساعة صفر التي تفصلالألفية الثانية عن الثالة في التقويم الغربي. لكن كل تلك المخاوف، التيلم تخل من بعض المنطق وقتها، انتهت الى لا شيء بالطبع.
وهذا الولع بتواريخ معينة يمس شتى مظاهر الحياة الأخرى. فتراص الرقم 10يوم الأحد يعتبر فألا حسنا في مختلف الثقافات، مثل الصينية، إذ أن معظمالعرسان الجدد سيعقدون قرانهم فيه. وخذ مثلا أن «مستشفى المدينة» في دبيسمح بإجراء عمليات قيصرية لعشر نساء أبدين رغباتهن في الولادة في ذلكاليوم. ونقلت «تليغراف» عن الدكتور طارق فتحي العامل في هذا المستشفى،قوله: «كثيرا ما يتخيّر الناس أرقاما خاصة لهواتفهم أو سياراتهم. فلماذالا يتخيرون يوما معينا لولادة ابنائهم»؟