رسالة النجاح، العدد ٢، أيلول ١٩٨٢
سجلات بلدية نابلسكان الدكتور بهجت صبري- رئيس قسم التاريخ في جامعة النجاح- قد اعد دراسة حول السجلات العثمانية
١٩١٨ ) ولعظيم فائدة هذا الإنتاج قامت جمعية الدراسات العربية في - لبلدية نابلس في الفترة ما بين ( ١٨٦٩
القدس بنشرة ضمن سلسلة وثائقها المحلية.
هذا ولم تقف أعمال الدكتور صبري عند هذا الحد بل اعد مؤخرا دراسة جديدة وافية تدور حول سجلات بلدية
١٩٤٨ ) محاولا إماطة اللثام عن وجه كثير من الموضوعات - نابلس خلال فترة الانتداب البريطاني ( ١٩١٨
الجديدة من نوعها، كانت لولاه نسيا منسيا، وقد تولى مركز الوثائق والأبحاث في جامعة النجاح عملية نشر
هذا الكتاب. ولما كان هدف مجلة رسالة النجاح نشر كل ما هو جديد لملكات عقول أبنائها لذا طلبت رسالة
النجاح من الدكتور صبري أن يزودها بنبذة عن فحوى الكتاب، وكان للرسالة ما طلبت وها نحن نزفها إليكم.
سجلات بلدية نابلس
فترة الانتداب البريطاني
١٩٤٨ -١٩١٨
تأليف: د. بهجت صبري
أهمية السجلات:
مثار اهتمامي بدراسة السجلات البريطانية لبلدية نابلس أمران: الأول أن الدراسات والأبحاث عن المجتمع
الفلسطيني لا تزال بحاجة إلى قدر كبير من العناية والتركيز بالرغم مما حظيت به هذه الدراسات من اهتمام
العديد من الباحثين، ثم أن العديد من هذه الدراسات والأبحاث تتمحور حول دراسة الجانب السياسي دون
الجوانب الأخرى ذات الأهمية الكبرى في حياتنا إلا وهي النواحي الاجتماعية والاقتصادية.
أن المعلومات المتوفرة في سجلات المجالس البلدية، بما في ذلك المجلس البلدي في نابلس، تغطي بشكل
مفصل تلك الجوانب التي اعتبرتها تلك الدراسات" هامشية". والأمر الثاني وراء هذا الاهتمام، هو التشجيع
الذي لمسته من المؤسسات الوطنية عند انجازي الدراسة الأولى حول السجلات العثمانية لبلدية نابلس، وأمل
أن يقودني هذا الدفع ليس فقط إلى إعداد الدراسة الثانية، والتي تتركز حول السجلات البريطانية لبلدية نابلس،
بل إلى البحث والتنقيب عن سجلات وملفات أخرى على مستوى فلسطين بكاملها، لتكون محصلة ذلك كله،
إعداد أرشيف وثائقي مفصل عن الوثائق المحلية التي لا تزال مطوية في مخازن المجالس البلدية، سواء أكان
ذلك في نابلس أم في غيرها من مدن فلسطين.
خطوات تصنيف السجلات:
تعرضت السجلات البريطانية لنفس المصير الذي أصاب السجلات العثمانية من ضياع وتحريف وبعثرة، لذا
حرمت أن أتعامل مع السجلات البريطانية بنفس النمط الذي اتبعته عند دراسة السجلات العثمانية. يمكن
تلخيصه بالخطوات التالية:
رسالة النجاح، العدد ٢، أيلول ١٩٨٢
١. ترقيم السجلات البريطانية بأرقام متسلسلة
٢. ترقيم صفحات هذه السجلات وتفحص مضمونها.
٣. تدوين أرقام ومضامين هذه السجلات على بطاقات مستقلة شملت كل بطاقة المضمون والرقم الأول.
٤. تصنيف البطاقات حسب الموضوع، بحيث نتج عن ذلك عدة مجموعات موضوعية.
٥. إعادة ترقيم بطاقات كل مجموعة مراعيا في ذلك التسلسل الزمني للموضوع الواحد.
٦. نقل الأرقام الجديدة التي تجمعت على البطاقات إلى السجلات.
٧. تقسيم المواضيع إلى عدة مجموعات، وذلك تسهيلا للدراسة ومنعا للتكرار.
٨. واستكمالا لهذه الخطوات حزمت على وصف كل سجل وصفا تفصيلا.
المواضيع التي طرقتها السجلات:
كانت محصلة هذا العمل العثور على ١٤٩ سجلا متعددة المواضيع، ومتباعدة في الفترات الزمنية التي تغطيها
وحرصا على وحدة الموضوع الممزوجة بالتسلسل الزمني، قسمت السجلات إلى أربع عشرة مجموعة.
جاءت المجموعة الأولى في خمسة سجلات، وتكمن أهميتها في كونها قرارات للمجلس البلدي بنابلس، وهي
بهذا تخدم الباحث من ناحيتين:
الأولى دراسة تاريخ المجلس البلدي بنابلس، خلال العقد الأول من الانتداب البريطاني على فلسطين، والثانية
انجازات وإعمال المجلس البلدي بشكل مفصل، لان بعض القرارات قد ترجمت إلى مشاريع عمرانية
وتطويرية للمدينة، كمشروع المياه أو شق الطرق وتعبيدها.
أما المجموعة الثانية والخاصة بدفاتر الضرائب، فتشتمل على أكبر عدد من الدفاتر، ولعل هذا العدد الكبير من
الدفاتر قد أعطى لهذه المجموعة زخما في الكم والزمن بحيث تميزت عن المجموعات الأخرى، أما من
الناحية النوعية فان أهمية دفاتر المجموعات الأخرى، أما من الناحية النوعية فان أهمية دفاتر هذه المجموعة
تكمن في إعطائها صورة حقيقية عن نسبة الضرائب التي كانت مقررة على الأهالي، فهي لهذا تفي جانبا هاما
من الدراسة الاقتصادية إضافة إلى جانب أخر من الممكن أن تغذيه دفاتر هذه المجموعة، ألا وهو دراسة
معالم مدينة نابلس لأن البعض منها نظم بشكل يساعد في معرفة محلات نابلس الرئيسية إضافة إلى شوارعها
وأزقتها. ولفهم طبيعة ومحور النشاط التجاري المحلي في مدينة نابلس، يمكن الاعتماد على دفاتر الواردات
التي تشكل المجموعة الثالثة من هذه الدراسة.
وتأتي المجموعة الرابعة لتكمل البحث عن النشاط التجاري في مدينة نابلس عبر عدة عقود زمنية، لأنها بشكل
مسهب للحرف والصناعات في المدينة، موضحة عدد ونوع ومكان وجودها في المدينة.
ضمت المجموعة الخامسة، والتي تستكمل على دفاتر الصندوق (المقبوضات والمدفوعات) ١٤ دفترا، يمكن
الاعتماد عليها في دراسة الأساليب والأنماط التي استخدمت في تنظيم وتدوين مقبوضات ومدفوعات صندوق
البلدية.
أما دفاتر المجموعة السادسة، فقد جاءت لتغطية الأمور المتعلقة بالبناء والتعمير، ومن هنا فان هذه المجموعة
توفر مصدرا أوليا للباحث في موضوع تطور مدينة نابلس العمراني.
أما مشروع المياه وهو من المشاريع الحيوية لبلدية نابلس، فقد غطته دفاتر المجموعة السابعة البالغ عدد
دفاترها ١٨ دفترا.
رسالة النجاح، العدد ٢، أيلول ١٩٨٢
وإذا كانت دفاتر المجموعة الخامسة قد جاءت تدوينا شاملا لجميع واردات ومقبوضات صندوق البلدية، فان
دفاتر المجموعة السابعة قد اقتصرت على تدوين كل ما له علاقة بمشروع المياه، سواء فيما يتعلق
بالمقبوضات أو المدفوعات.
وبهدف دراسة مدى تطبيق الأنظمة والقوانين البريطانية، يمكن الاعتماد على دفاتر المجموعة الثامنة المتعلقة
برخص تصنيع وبيع التبغ أو التنباك.
أما المجموعة التاسعة، فتضم ثلاثة دفاتر، تغذي بشكل واضح الدراسة العمرانية لمدينة نابلس من جانب، ومن
جانب آخر يمكن الإفادة من دفاتر هذه المجموعة في تتبع انجازات وأعمال المجلس البلدي على مدى عقود
زمنية من فترة الانتداب البريطاني على فلسطين.
وللوقوف على مدى ما كان يجمع يوميا من إيرادات لصندوق البلدية، سواء أكان ذلك من ربع ضريبة
المسقفات أو من الرخص فانه يمكن تفحص دفاتر المجموعة العاشرة.
أما الدراسة التفصيلية والدقيقة لمحلات نابلس الرئيسية، وما يرتبط بها من شوارع وأزقة، فيمكن تغطيتها من
خلال دفاتر المجموعة الحادية عشرة، التي تضم تسجيلا دقيقا لعقود الإيجار التي تمت لعقارات المدينة.
وتأتي المجموعة الثانية عشرة لتضيف مصدرا أمام الباحثين الراغبين في دراسة تفصيلية للضرائب، خاصة
ضريبة المسقفات.
ولأجل ضبط أعمال البلدية، أوجدت البلدية دفاتر خاصة لتدوين أسماء الأشخاص المتخلفين عن دفع الرسوم
لصندوق البلدية.
وأخيرا المجموعة الرابعة عشرة، وتضم عدة دفاتر متفرقة لا يجمعها موضع واحد، بعكس المجموعات
السابقة، وهي وان كانت كذلك إلا أنها تعتبر سجلات مكملة، ولو بشكل جزئي لعدة موضوعات طرقتها
المجموعات السابقة الذكر.
هذا وقد قام مركز التوثيق والأبحاث بالجامعة بنشر هذا المصنف ضمن سلسلة النشرات الوثائقية.