عرس فلسطيني في السعودية لكنه الأجمل والأروع..شاهد الصور
شهد متنزه الملك فهد بالدمام حضورا حاشدا إذ انتظم عقد معظم أبناء الجالية الفلسطينية، رجالا ونساء، شبابا وأطفالا في مهرجان كبير توافدوا إليه من كل حدب وصوب وحرص الجميع على أن يكون يوما مشهودا، يوما فلسطينيا بامتياز يزخر بكل موروثات الآباء والأجداد، ويحفل بكل التراث الفلسطيني العريق بخصائصه وسماته الفريدة.. له لون خاص وله طعم خاص وبهاء فريد يحلق بك بعيدا ويحملك إلى فلسطين الغالية حيث عاش السلف الطيب في حب ووئام وأمن وسلام.. تم هذا ,برعاية ودعوة كريمة من اللجنة الشعبية لمساندة الشعب الفلسطيني بالمنطقة الشرقية.
إنه عرس فلسطيني بهيج شاركت فيه كل شرائح الجالية الفلسطينية فغنت ورقصت وصفقت في جو عائلي جميل مضمخ بروائح أزهار البرتقال والزعتر، وعزفت الزغاريد الفلسطينية أجمل سيمفونية اهتزت لها القلوب طربا، وبحّت بها الحناجر هتافا..
بعد عصر يوم الجمعة الموافق للرابع والعشرين من ديسمبر الجاري تقاطرت العائلات الفلسطينية في مواكب متعددة متوجهة إلى متنزه الملك فهد حيث التأم شملها في تظاهرة رائعة جسّدت الأصالة الفلسطينية في أبهى حللها وأكمل زينتها وأعظم معانيها..
كان الجميع أسرة واحدة يجمعهم حب فلسطين والحنين إلى مهد الأنبياء والرسالات وأرض الآباء والأجداد. حرص الكل على أن يكون فلسطينيا قلبا وقالبا، خالصا ومميزا ينقل للأجيال التي ولدت ونمت وترعرعت بعيدا عن فلسطين ينقل لها الخصائص الفلسطينية وكل متعلقات وعادات وسمات المجتمع الفلسطيني التي ورّثها الآباء للأبناء عبر التاريخ، وازداد التمسك والتعلق لها بعد نكبة 1948، لتظل فلسطين حية، قوية، شامخة، متجذّرة في قلوب أبنائها وإن بعدت بهم الديار وفرقتهم المحن والأخطار.
بدأ المهرجان بتلاوة عطرة من آيات القرآن الكريم، ثم كلمة ضافية وافية ألقاها راعي الحفل الدكتور أحمد الريماوي الذي حث على وحدة الكلمة ووحدة الصف في مواجهة الخطر الإسرائيلي..
ونوّه الدكتور الريماوي بذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية في الاول من يناير عام 1965 وحيا الشهداء والقادة وعلى رأسهم الزعيم الرمز ياسر عرفات. وبين أن هذا المهرجان يأتي تتويجا لمناسبات تخص القضية الفلسطينية منها:
1- اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف 29 نوفمبر.
2- المنتدى العالمي الأول لنصرة الأسير الفلسطيني المنعقد بالجزائر في 6 ديسمبر
2010.
3- المؤتمر الدولي الخاص بحقوق الإنسان ونصرته للحق الفلسطيني في 11 ديسمبر.
ثم توالت فقرات الحفل وأكثر ما شد الانتباه " الدبكة الفلسطينية" فشخصت نحوها الأبصار واشرأبت لها الأعناق وضج الجميع بالهتاف والتصفيق تفاعلا معها إلى أبعد حد وغمرهم شعور بالحنين إلى التراث الفلسطيني الخالد الذي تتوجه هذه الدبكة بإيقاعها الجميل متناغما مع موسيقى الشبّابة التي شنفت الآذان فاغرورقت معها العيون بالدموع.. ولولا الحياء لهاجهم استعبار.. ولعلا النحيب والبكاء.. ثم صدحت الحناجر بالمواويل والاغاني التراثية مثل: - علّي الكوفية.. علّي.. ولوّح فيها. – يويا يويا ياولاد حارتنا..يويا - يا ظريف الطول..
وكانت الفقرة الأجمل : "زفة العريس" التي تفاعل معها الصغار والكبار وأجبرت الجميع للوقوف فرحا وابتهاجا. وكان للأطفال شباب المستقبل نصيب الأسد من الحفل فشاركوا في المسابقات ووزعت عليهم الجوائز فتضاعفت فرحتهم ورقصوا وغنوا في براءة وصفاء.. وتخلل المهرجان مسابقات منوعة للكبارأضفت عليه جوا رائعا من المنافسة.. وكان للكوفية الفلسطينية التي غدت رمزا للأحرار في كل العالم – حضور لافت فزينت الرؤوس والصدور اعتزازا بها وتقديرا لما ترمز له من تضحيات وبطولات.
ونحن ننتهز هذه الفرصة لنحيي السعودية قيادة وحكومة وشعبا ونشيد بدورها الرائد في نصرة الحق الفلسطيني ووقفتها المشرفة ودفاعها دوما عن فلسطين وبذلها الغالي والنفيس وهذه سياسة ثابتة لم تتغير منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز- طيب الله ثراه- وسار عليها أبناؤه البررة الملوك: سعود وفيصل وخالد وفهد- يرحمهم الله - وهاهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا يدخر جهدا في توفير كل الدعم لنصرة قضية فلسطين.ومعه ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز.. حيّا الله المملكة العربية السعودية وأدامها الله واحة أمن وسلام في ظل قيادتها الرشيدة.
واختتم المهرجان وانصرف الحضور راضيا سعيدا داعيا الله أن تتكرر هذه اللقاءات وأن يكون اللقاء القادم في رحاب القدس الشريف إن شاء الله تعالى.