الحب الإلكتروني :
هو حب عن طريق الإنترنت ، حب عن بعد ، يكون طرفيه ذكر و انثى متباعدين فيما بينهما و يجمعهما جهازي كمبيوتر و كبل شبكة و شبكة الإنترنت ، و يلتقيان صدفة إما في غرف الشات أو المنتديات أو من خلال المدونات و الأخير هو أحدث أنواع الحب الإلكتروني، و من ثم ينشأ حبهما من خلال تلك الوسائط و يزداد إلى أن يصل إما لطريق مسدود أو لطريق مفتوح يصعب إغلاقه !
كيف يبدأ ؟
يدخل الشاب إلى غرفة الشات و تدخل الفتاة يطلب أحدهما محادثة الآخر فتتم الموافقة فيبدأ كل منهما بالتعرف على الآخر و يحدثه عن شخصيته ، أخلاقه ، طباعه ، صفاته ، ما يحب و ما يكره ، إن كان هناك توافق مبدئي تستمر هذه المحادثة لفترة لا بأس بها و تصبح بشكل يومي و أغلب حديثهم يكون عن المثاليات و عن المدينة الفاضلة و الحب الأفلاطوني .
يبدأ كل منهما يتعلق بالآخر و يصبح حديثه الشاتي اليومي معه إحدى عاداته الحميدة و يشعر بنقص كبير و وحدة إن مر يوم لم يحادث فيه الطرف الآخر إلا أن يتطور الموضوع فيخبر كل شخص تعلقه بالآخر و حبه له .
علماً أنه في غالب الأحيان يحبون بعضهم و ما زال أحدهم يخفي على الآخر اسمه الحقيقي و معلومات قد تدل على شخصيته الحقيقية !
أسباب الحب الإلكتروني :
في الغالب يكون السبب الرئيسي الشعور بالوحدة و الملل و عدم وجود ما يشغل وقت الفراغ الذي يعاني منه غالبية شباب اليوم ، بالإضافة إلى صعوبة الحب بطرق أخرى ، كالتواصل و التعارف المباشر.
و في الغالب أيضاً تكون هناك نية مسبقة عند كلا الطرفين بالحب عن طريق الإنترنت و تكون هناك نية مسبقة في البحث و العثور على شريك الحب من خلال الإنترنت لشعور كل طرق بالحاجة لعيش قصة حب مثله مثل سائر أبناء جيله.
صفات أصحاب الحب الإلكتروني :
يملك وقت فراغ كبير يقضي معظمه على الإنترنت.
طالب ( سواء في مدرسة أو جامعة ) .
قليل الثقة بنفسه لا يؤمن بانه قد يجد من يحبه في الواقع.
منعزل ، غير إجتماعي ، غرفته هي عالمه الخاص و المستقل.
خجول ، لا يقوى على إظهار ما بداخله إلا أمام شاشة الكمبيوتر .
يفتقر للوعي المكتسب من تجارب الآخرين و من قصص و حكايا الواقع.
مساوئ الحب الإلكتروني :
· عدم إعتماده على بيئة خصبة و أرضية ثابتة و إنما على مجرد أوهام.
· محاولة كل طرف التجمل و إدعاء المثالية لبعد كل طرف عن الآخر و إعتماد كل طرف على ما يقوله الآخر فقط، و هذه نقطة في غاية الاهمية لأن غالبية من يحاولون الحب عن طريق الإنترنت يؤمنون في بداية دخولهم بان الإنترنت عالم مثالي لا كذب ولا خداع فيه لأنه لا يوجد مبرر لذلك ، لكن الحقيقة أن الإنترنت فيه من الكذب و الخداع ما يفوق الواقع بمراحل و ذلك لأنه لا يوجد رادع لذلك الكذب أو مخافة إنكشاف خداعه لأن الثقة في الإنترنت تبنى على كلام الآخر فقط !
· الإعتماد في حب الآخر على طريقة كلامه و أفكاره فقط و إهمال جوانب كثيرة مهمة ، كالمظهر و طريقة التعامل في الواقع و الحياة الإجتماعية و البيئة بالإضافة إلى إختلاف أفكاره و صفاته بين النظريات على الإنترنت و التطبيق العملي في الواقع .
· الحب رغم عدم توفر العوامل المسببة لنجاحه ، كالبعد و صعوبة اللقاء في الواقع ، و صعوبة الإرتباط لكون الشاب ما زال في فترة الدراسة أو بداية حياته و ليس مؤهل للإرتباط و إختلاف العادات و التقاليد و القيم .
· طول فترة هذا الحب دون وجود صورة واضحة لنهايته ، و ما يتخلل تلك الفترة من صعوبات و مشاكل و بعد.
· إنقطاع شبكة الإنترنت أو عدم تمكن أحد الطرفين في الدخول إلى الإنترنت لأسباب معينة قد تكون كفيلة لإنهاء ذلك الحب !
· البحث عن الحب و ليس إنتظار قدومه مما يجعل الإختيار و الشعور و الأحاسيس كلها خاطئة .
أمثلة و قصص واقعية :
سأذكر في هذه الفقرة قصص واقعية حدثت بالفعل لمجموعة كبيرة من الأشخاص الذين جربوا الحب الإلكتروني و عاشوا فصوله لسنوات طويلة .
- كانت قليلة الخروج من البيت لعدة أسباب أهمها وجودها في بلد خليجي و ثانيهما عدم حصولها على شهادة للسواقة ، و كان هو طالب جامعي يدرس خارج بلده ، يمضي اغلب وقته على الإنترنت كي لا يختلط مع الواقع الفاسد من حوله ، كانا يتحادثان لأكثر من 8 ساعات يومياً و احياناً يتضاعف هذا الرقم و بشكل يومي إلى أن وقعا في حب بعضهما ، و بعد فترة لا بأس بها حصلت تلك الفتاة على شهادة للسواقة فطلقت الجلوس في المنزل و الدخلو إلى الإنترنت و بات أحب الاعمال إليها الخروج مع صديقاتها و قيادة السيارة و بات هو يتذمر من عدم دخولها و إبتعادها و كانت هي تتذمر من شكوته الغير مبررة و قررت التخلي عنه و تركه بعد حب دام لسنوات .
الخلاصة : زوال السبب الذي جعلها تدمن الجلوس على الإنترنت و الذي جعلها تبحث على حب على الإنترنت يملي فراغها و يؤنس وحدتها و ضجرها مما ادى لزوال حبها لذلك الشاب ، زال السبب فزال الحب !
- كان يدمن الجلوس على الإنترنت و كانت كذلك ، تحادثا في كل شيء و عن كل شيء ، طباعهما ، اخلاقهما ، مبادئهما فأعجب كل طرف بالآخر و تطور ذالك الإعجاب إلى حب جارف ، و مع مرور الوقت و نسيان كل طرف ما أخبره للطرف الآخر بدأت تظهر المشاكل و تتضح الصورة ، و يظهر الإختلاف الواضح في المبادئ و الأفكار .
الخلاصة : البعد و عدم التعامل الواقعي أطال فترة معرفة طباع كل شخص و مبادئه و حقيقة أفكاره و معتقداته و قيمه التي يؤمن بها ، فالتجمل من صفة البشر و خصوصاً على الشبكة العنكبوتية !
- فترة طويلة أمضاها و هو يحادثها حتى أنه بات متيم بها مدمن الحديث معها و بعد إنقضاء تلك الفترة إكتشف بانه لم يكن متيم و معجب سوى بشاب !
الخلاصة : ستجد الخلاصة في حكاية من أحب فتاة و إذا هي مجرد جرة من الفخار !
النتيجة :
كثيرون أحبوا من خلال الإنترنت و اكتشفوا بأنهم قد انخدعوا بذاك الحب إما نتيجة كذب الطرف الآخر و تجمله أو نتيجة بناء الحب على أوهام أو نتيجة كثرة الخيانات على الإنترنت فالشاب يحادث أكثر من فتاة و الفتاة تحادث الكثير من الشباب و قد تعجب اليوم بشاب و تعجب بغيره غداً فالخيارات كثيرة طالما الحب وهمي و مجرد حب إلكتروني و التعارف مفتوح ولا حدود له و في النهاية ترتبط تلك الفتاة بأول عريس يطرق باب بيتها و يرتبط ذاك الشاب بابنة عمه أو خاله !
فالكذب في الشبكة العنكبوتية كثير و منتشر ولا حدود له لعدم وجود أي رادع فإن غاب في الواقع الرادع الديني أو الأخلاقي فهناك رادع الخوف من اكتشاف الكذب سريعاً نتيجة التعامل المباشر مع الآخرين و هذا الرادع غير موجود في الشبكة العنكبوتية مما يجعل للكذب فيها بيئة خصبة و غنية للإنتشار .
بالطبع هناك من نجحت علاقته مع الطرف الآخر و استمرت و انتهت بالإرتباط و الزواج لكن هؤلاء الاشخاص لا يمكن إطلاق عليهم صفة الحب عن طريق الإنترنت لأنهم تعرفوا على بعضهم من خلال الإنترنت و لم يحبوا من خلاله و إنما التعامل المباشر و من خلال الواقع هو من جعل علاقتهم تنجح و تستمر.