أجمل بحيرات العالم

بلير (سلوفينيا):
يقول الجيولوجيون إن هذه البحيرة ذات المناظر الخلابة تشكلت في العصر
الجليدي على مقربة من سلسلة جبال الألب، وهي تقع على ارتفاع 460 قدماً فوق
مستوى سطح البحر وتحيط القمم الجبلية بها من كل جانب، وهذا هو السبب وراء
بقاء مياهها بدرجات حرارة معقولة على مدار العام، إذ ان الجبال تحمي
البحيرة من الرياح الشمالية الباردة. وفي قلب البحيرة جزيرة صغيرة تقوم
عليها كنيسة تعود للقرن الثالث عشر ولهذه الكنيسة ساعة عملاقة تعلو قبتها
ويمكن مشاهدتها من مسافة بعيدة. وتوفر السلطات قوارب سياحية خاصة تشبه
قوارب مدينة البندقية، يسمونها «بليتنا» لمن يريد الوصول إلى الجزيرة
والتجول في أرجاء الكنيسة والحدائق المحيطة بها، كما توجد قوارب للإيجار
لمن يريد ممارسة رياضة التجديف. وفي المنطقة الشمالية من البحيرة أقيمت في
السنوات الأخيرة سلسلة من المنتجعات السياحية كالفنادق والمطاعم والملاهي
وأماكن التسوق، بالإضافة إلى العديد من مراكز الاستشفاء حول ينابيع المياه
المعدنية الحارة. وتتوافر في المنطقة كل التسهيلات للسياح لممارسة مختلف
أنواع الرياضات والنشاطات، فمن تسلق الجبال إلى السباحة والتجديف.. ومن
الصيد إلى التزلج على الماء صيفاً والتزلج على الثلج شتاء.. ومن ركوب
الدراجات إلى زيارة القلاع التاريخية وغير ذلك الكثير.

البحيرة المُرَقَّطَة (كندا):
تقع هذه البحيرة الفريدة من نوعها في الشمال الشرقي من مقاطعة بريتش
كولومبيا الكندية وفي الصيف عندما تتبخر معظم مياهها تتحول المركبات
المعدنية إلى بلّورات كريستالية تنتشر على شكل دوائر تعكس ما بداخلها من
معادن بألوان تتراوح بين الأخضر والأزرق والأصفر. والبحيرة غنية جدا
بمجموعة كبيرة من المركبات المعدنية شديدة التركيز، ومنها: كبريتات
المغنيسيوم (الملح الإنكليزي)، الكالسيوم، كبريتات الصوديوم، بالإضافة الى
ثمانية معادن بتركيز قوي، كما توجد معادن لكن بتركيز أقل مثل الفضة
والتيتانيوم. ويؤكد المتخصصون أن كمية كبريتات المغنيسيوم الموجودة في هذه
البحيرة هي الأكثر في العالم، وقد استخدمت في صناعة الذخائر أيام الحرب
العالمية الثانية. ومع اشتداد حرارة الصيف تجف البلورات وتتحول إلى ما يشبه
أرصفة يعبر فوقها الزوار الذين يسمح لهم بدخول المنطقة، إذ ان السلطات
أحاطت البحيرة بسياج لمنع الغرباء من الاقتراب، لأن معادنها تعتبر ثروة لا
يجوز التفريط فيها. ويطلق سكان المنطقة على هذه البحيرة اسم «كليكوك»، وهم
يعتبرونها مقدسة ويستخدمون مياهها لعلاج الكثير من الأمراض والحالات
المرضية، إذ إنها شديدة الملوحة وعالية التركيز القلوي. وكانت قبائل من
سكان البلاد الأصليين تحاول منذ أكثر من نصف قرن، لكن من دون جدوى شراء
منطقة البحيرة لمنع تدنيسها كما يقولون.. وفي عام 1979 حاول أحد أفراد أسرة
إيرنيست سميث، التي تملكها إقامة منتجع استشفاء فنشبت نزاعات وصلت إلى
المحاكم وانتهت بشراء القبائل للمنطقة، وتولت جهات حكومية تمويل %75 من ثمن
الصفقة.

الزهرات الخمس (الصين):
تقع هذه البحيرة في المنطقة الشمالية من إقليم شيشوان في أقصى جنوب غرب
الصين وهي مشهورة جداً على مستوى العالم بمياهها شديدة النقاء والصفاء،
التي تتغير ألوانها حسب الطقس والفصول بل وحسب الوقت أيضاً، ففي الصباح
يكون لونها يختلف عنه عند الظهر أو في المساء.. وفي عام 1992 قررت
اليونيسكو اعتبار هذه البحيرة التي تتكون في الحقيقة من اثنتي عشرة بحيرة
متصلة/ منفصلة منطقة للتراث العالمي يجب حمايتها والحفاظ عليها. وبسبب صفاء
مياه البحيرة يمكن مشاهدة جذوع وأغصان أشجار تغطي القاع بصورة دائمة
وتتغير ألوانها هي الأخرى بين الأزرق والأخضر والفيروزي والأصفر. وعلى
مقربة من هذه البحيرة الواقعة على ارتفاع 2472 متراً فوق سطح البحر توجد
بحيرتان أخريان تسمى الأولى بحيرة الباندا والثانية بحيرة الشلال. ويطلق
سكان المنطقة على هذه البحيرة اسم «هيزي» وتعني «ابن البحر» ويقول
الجيولوجيون إنها تشكلت بفعل ذوبان نهر جليدي قبل ملايين السنين وما لبثت
الصخور والطمي أن شكلت سدوداً على طول النهر فتحول إلى اثنتي عشرة بحيرة،
مياهها غنية بكربونات الكالسيوم. ويؤكد السكان والزوار أن كل واحدة من هذه
البحيرات تختلف ألوانها عن الباقيات، كما أن لون مياه البحيرة نفسها يختلف
بين وقت وآخر تبعاً لعمق البحيرة ونوعية الأشجار والنباتات المحيطة بها
ودرجة ميلان أشعة الشمس على صفحة مياهها.

ايميرالد (نيوزيلندا):
يطلق هذا الاسم ويعني الزمرد على اثنتي عشرة بحيرة متجاورة على ارتفاع 1885
متراً فوق سطح البحر على سلسلة جبال تونغاريرو في نيوزيلندا. وتقول
الروايات ان شعب «الماوري» الذي يسكن المنطقة يقدس هذه البحيرات ولذلك
فالقوانين تحظر الأكل أو الشرب على مقربة من البحيرة، كما أن السباحة فيها
ممنوعة منعاً باتاً.. ومن الممنوعات أيضاً القاء الحجارة في أي من هذه
البحيرات.. أما الشيء الوحيد المسموح به للسياح والزوار فهو التقاط الصور
والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة. ولا توجد طرق معبدة إلى هذه البحيرات
التي تغطي الثلوج معظم منطقتها لأكثر من ستة أشهر كل عام، ولذلك فمن يرد
زيارتها فعليه أن يكون قادراً على تسلق الجبال والسير في مناطق وعرة لعدة
ساعات.

الغليان (الدومينيكان) :
تقوم هذه البحيرة التي تتوسط متنزه «مورن تروا بيتون» الوطني على فوهة قمة
بركانية قديمة وتتميز بأن مياهها تغلي على مدار العام وتتراوح درجة حرارة
المياه عند حواف البحيرة ما بين 82 و91.5 درجة مئوية (180 - 197 فهرنهايت)
أما في منطقة الوسط فلم يستطع احد قياس حرارة المياه حتى الآن ويقدرها
العلماء بأنها في درجة الغليان الدائم. وتتصاعد من البحيرة أبخرة وغازات
مثل ثاني اوكسيد الكربون وثاني اوكسيد الكبريت وكبريت الهيدروجين وحمض
الهيدروكلوريك. وعلى الرغم من ان مقاسات هذه البحيرة القريبة من البحر
الكاريبي لا تتجاوز ستين في ستين مترا الا انها تعتبر ثاني اكبر تجمع
للمياه المغلية في العالم بعد بحيرة Frying Pan (المقلاة) في نيوزيلندا.
ويعود اول كشف عن هذه البحيرة الى عام 1870 حين زارها رجلان بريطانيان
يعملان في الدومينيكان.. وبعد خمس سنوات كلفت الحكومة البريطانية عالما
بيئيا بزيارة البحيرة واعداد تقرير عن هذه الظاهرة الطبيعية غير العادية.
وتشير المعلومات الى ان مستوى المياه في البحيرة يختلف من عام الى آخر ففي
يونيو 2006 كان في حده الادنى لكنه خلال اقل من شهرين عاد الى مستوياته
القصوى ولا يزال. لا توجد طرق معبدة توصل الى البحيرة بصورة مباشرة لكن
الوصول اليها لا بد من ان يمر عبر طرق التفافية تحيط بها ينابيع المياه
الكبريتية. ومع ذلك فهي تجذب السياح والزوار.