فتاة خارج إطار الزمن

لم تكن جميله


ولم تكن تملك من الأنوثه إلا القليل



لكنها عاشت حياتها كأنثى


لم تعرف الطفوله حين كبرت


ونضجت دون أن تعيش معنى الحنان من الآخرين


بقيت وحيده سواء في الحياة أو حتى داخل نفسها


لم يهتم بها أحد ....


فبدت وكأنها في عهد الأبيض والأسود


لم تعرف أحمر الشفاه


ولم تغير لون بشرتها بألوان الجمال


حتى ملابسها خارج إطار الموضه


وحياتها خارج حياة الدلع


ظلت أمها طويلاً بعد وفاة والدها تبحث عن ظل رجل يسترها


فكان ذلك الظل حالك السواد


لا يرى سوى السواد في حياته


و حياته مع أمها


متذمراً من كل شيء


دائماً يؤنب ضميره على الزواج منها


ولا يبالي أن يكون ذلك أمامها


يحتقرها والبنت ويصفها بالبلهاوين


لكن كل ذلك كان لا يؤثر في تلك الفتاة


فلم يعد في الوعاء متسعاً للألم


تذهب لأمها في الغرفه فلا تسمع سوى النحيب على ذلك الوضع



ويمضي ذلك اليوم


ويتكرر الغد وتذهب للمدرسه


وهناك لا تجد من يجالسها أو يجلس بجوارها


كانت لا ترغب في المشاركة


لأنهن يضحكن طويلاً على إجاباتها الخطأ


وحين تبقى في الفصل تسمع كلاماً غريباً من فتيات فصلها


لكن لا يهمها ما تسمعه


فالفيس بوك الذي لا تعرف ماهو


والمسنجر الذي يطلبه الفتيات من بعضهن تظنه هديه أو سلعه



وحين تنتهي المدرسة تمشي وهي تعد خطواتها حتى تصل


لم ترفع رأسها يوماً لترى الحياة


فالحياة جداً بعيدة عن ناظريها


وبعيدة أكثر عن متناول يديها


ومع ذلك لم تكن الدنيا أكبر همومها


ولم تكن يوماً متذمرة


وإنما القلق كان دوماً يبكيها على أمها


فأمها هي دنياها وهي كل ما تملك


يتذكرها الناس حين يسمعون عن البر


وقد يتذكرون أيضاً .... أنها تجيد الطبخ


لأنه شغلها الشاغل ومتنفسها


تعتني بكل شيء إلا نفسها ولبسها


لبسها الذي لا خيار لها فيه


تلبس كما تريد أمها وتشح به عليها الدنيا


وحين تقبل عليها لحظات فراغها


تذهب لسجادتها


لتضع جبينها شكراً لله على أن وهبها هذه الأم


هذه الأم التي عانت كثيراً في حياتها ,


فهي ترى في إبتسامتها


الكثير من الحب والدعاء وصمت الرضى


تقول في سجودها ربي إرحم أمي وأبي


وتسأل الله الرضى





هذه قصتها وهذا ما عرفته عنها



حاولت كثيراً البحث عن أخبارها


فقيل لي أجبرها زوج أمها على الزواج


لكن لماذا أنا مهتم بها


ولماذا أفكر فيما ستؤول إليه حياتها


لماذا أعتقد أنني الوحيد الذي يرحمها


فهي لا تعرفني ...... وإنما تعرف من يرحم عباده


رحلت ولم تعرف أنني مهتم لأمرها


فوداعاً ...... يا سيدة ((( البراءه)))