ما أن تنتهي مجزرة صهيونية في مكان ما حتى تكون قد بدأت في مكان آخر على الأراضي الفلسطينية؛ فقبل أن تجّف دماء 13 شهيداً بينهم أطفال، و30 جريحاً بينهم حالات خطرة في المذبحة الصهيونية التي نفذتها قوات الاحتلال في خانيونس (1/1).. قبل تجفّ دماء الشهداء والجرحى هناك.. كانت الآلة العسكرية الصهيونية تخطط لمذبحة أخرى لا تقل بشاعة ودموية.
فقد أفاق الفلسطينيون صباح الثلاثاء (4/2) على مجزرة صهيونية جديدة نفذتها قوات الاحتلال بقصفها بقذائف المدفعية لبلدة بيت لاهيا، حيث سقط عدد كبير من الشهداء والجرحى جلّهم من الأطفال والفتية وقد تحولت أجسادهم إلى أشلاء متناثرة.
وفي الوقت الذي عكف فيه بعض الأهالي في التعرف على هوية الشهداء الذين حولت القذائف أجسادهم إلى أشلاء متناثر، شرع البعض الآخر في البلدة المنكوبة في إقامة خيمة عزاء جماعية لكافة الشهداء الذين سقطوا حيث عم الحزن والحداد كافة أرجاء البلدة خاصة والقطاع عامة.
المشاهد الدموية المروعة انتقلت من موقع المجزرة في بلدة بيت لاهيا مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، فيما خيمت أجواء الحزن والغضب على كافة مدن قطاع غزة، في هذه الأثناء كان طاقم مستشفى كمال عدوان يعمل بكامل طاقته ويقوم بإجراء العمليات الجراحية للإصابات والتي معظمها في حالة الخطر ومن بينها ثلاث إصابات في حالة حرجة ومن بين المصابين أربعة على الأقل فقدوا أطرافهم.
يقول محمد النيرب أحد أفراد طواقم الإسعاف التي نقلت جثمانين الشهداء والمصابين في المجزرة الصهيونية ببيت لاهيا: "إن صعوبة كبيرة واجهتنا في البحث عن جثامين الشهداء وجمعها والبحث عن الأشلاء التي تناثرت في المنطقة وقد كانت عبارة عن أعضاء مقطّعة كما واجهتنا صعوبة في داخل المستشفى للتعرف على هويات الشهداء حيث كانت هناك أجساد بدون رؤوس وكان الوضع مأساويا بالنسبة لأهالي الشهداء كما واجهتنا مشاكل في الطريق إلى المستشفى فيما كان معظم الضحايا من الشهداء والإصابات من الأطفال والفتية".
مصادر طبية أعلنت أسماء الجرحى الذين أمكن التعرّف عليهم وهم: زكي عزارا ومصطفى عزارا, كامل عزارا, عيسى فدعوس, اسلام الدحدله, محمد صبح وهو طفل يبلغ من العمر 6 سنوات
أما أسماء الشهداء الذين تم التعرف على هويتهم فهم: هاني كامل غبن (17 عاما) محمد حسن غبن (13 عاما) راجح غسان غبن (16 عاما) جبر عبدالله غبن (17 عاما) بسام كاما غبن (16 عاما) جبريل الكسيح (16 عاما)، في حين كان أن هناك شهيدا على الأقل لا يزال مجهول الهوية بسبب تشوه معالمه.
وبحسب تقرير لوزارة الصحة الفلسطينية فإن قوات الاحتلال، أطلقت قذائف دباباتها تجاه مجموعة من المزارعين، كانوا يعملون في أرضهم في منطقة فدعوس السكنية شمال بيت لاهيا، مما أسفر عن استشهاد سبعة فلسطينيين تتراوح أعمارهم بين 12 - 17 عاماً، ستة منهم من عائلة واحدة هي عائلة غبن منهم 3 أشقاء والشهيد السابع من عائلة كسيح، موضحاً أن جثامينهم وصلت أشلاء إلى المستشفى.
حماس: تصريحات "أبو مازن" شجعت شارون على ارتكاب المجزرة
حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اعتبرت أن الانتقادات الحادة التي وجهها مؤخرا محمود عباس "أبو مازن" رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لفصائل المقاومة الفلسطينية كانت الذريعة التي استخدمها رئيس الحكومة الصهيونية آرائيل شارون؛ في ارتكابه مجزرة بيت لاهيا.
وقال مشير المصري الناطق الإعلامي باسم حركة "حماس" "إن هذه المجزرة التي ارتكبت اليوم بحق المواطنين الآمنين في بيت لاهيا، تعكس العقلية الدموية للاحتلال، وتفسر مفهوم التهدئة الذي خُدع به البعض، وأطلقه شارون في الوقت الذي يُطلق فيه العنان لجيشه لارتكاب أبشع الجرائم والمجازر بحق الشعب الفلسطيني"، مضيفاً أن "هذه نتيجة متوقعة أمام الدعوات المجانية والتنازلية التي تقدمها القيادة الفلسطينية حول ما يسمى بوقف عسكرية الانتفاضة، ولتضاف بذلك مجزرة جديدة إلى مسلسل المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني".
وكان "أبو مازن" دعا مؤخرا خلال مهرجان انتخابي له في مخيم جباليا شمال غزة إلى وقف إطلاق الصواريخ على المغتصبات الصهيونية ومواقع الاحتلال، في إشارة إلى صواريخ القسام والهاون، قائلا "لا للفلتان الأمني على الإطلاق، لا لاستغلال الظروف لإعطاء ذريعة وأسباب إضافية ليقتلونا، نقول لهم إن هذا الوقت ليس لهذه الأعمال الصغيرة".
وأكد المصري أن حركة "حماس" كانت قد حذرت أن من شأن هذه التصريحات أن تشجع الكيان الصهيوني أن يوغل أكثر في دماء الشعب الفلسطيني، وأن يعطي مبررا لها لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
كتائب القسام: المجزرة هي الردّ الصهيوني على تصريحات "أبو مازن"
وقالت كتائب القسام في بيان لها: "ها هو العدو الصهيوني الجبان يؤكد من جديد على دمويته وإجرامه ويبعث رسالة جديدة عبر قذائف دباباته التي اكتسبت شرعيتها من تصريحات السيد محمود عباس أبو مازن الذي أعطى العدو المبرر والذريعة لممارسة إجرامه بدعوى الرد على قذائف المقاومة وصواريخها"، وأضاف " ولم يتورع هذا العدو المجرم عن إطلاق قذائفه وسط تجمع من المواطنين العزل الأبرياء وهم في طريقهم إلى حقولهم ومدارسهم وأعمالهم ؛ ليقول لجميع الواهمين أن العقلية الإرهابية الإجرامية لدى هذا العدو لم ولن تتغير، وتقول لكل من يعتقد أن هذا العدو يمكن أن يكون في يوم من الأيام طرفا يمكن الحديث معه أن اليهود المغتصبين لا يمكن الحديث معهم إلا عبر فوهة البندقية وانفجار القذيفة والصاروخ في قلب المغتصبات الصهيونية الجاثمة على أرضنا "
كتائب القسّام تتوعد الصهاينة بردٍ موجع
كتائب القسام باستمرار تعهدت باستمرار المقاومة وعدم السكوت على الجريمة الصهيونية المروّعة التي نفذتها قوات الاحتلال في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة معتبرة أنها الرد الصهيوني على تصريحات أبو مازن .
وأكدت كتائب القسام أنها لن تسكت على هذه الجريمة البشعة الدموية بحق المواطنين الأبرياء والمزارعين الذين يجنون الثمار في ما بقي من مزارعهم المجرفة وسيكون ردنا باستمرار استنزاف العدو المهزوم عبر استمرار العمل الجهادي المقاوم سواءً بإطلاق صواريخ القسام وقذائف الهاون على المغتصبات الصهيونية أو أي شكل من أشكال المقاومة التي سترهق العدو وتجبره على الفرار من أرضنا الطاهرة.
وجددت كتائب القسّام موقفها الذي أكدته مع باقي فصائل المقاومة بأن تصريحات السيد أبو مازن هي تصريحات خطيرة وذات أثر سلبي للغاية على مقاومتنا المشرفة الباسلة والتي غيرت وجه التاريخ وشهد لها الجميع بوطنيتها وشرعيتها.
وتقدمت كتائب القسام بالعزاء الحار لأهالي الشهداء الأبرار الذين ارتقوا في هذه الجريمة النكراء كما نتقدم بكل التحية والتقدير لأهلنا المرابطين في الثغور الشمالية والذين قدموا أغلى ما يملكون في سبيل احتضان المقاومة ولم يرضخوا للعدو رغم عظم التضحيات و استمرار الحرب الصهيونية الغاشمة عليهم .
في ردٍها الأولي على المجزرة الصهيونية التي ارتكبتها قوات الاحتلال في بيت لاهيا قصفت كتائب مغتصبة "نيسانيت" شمال بيت لاهيا بصاروخ "قسّام" و ذكرت كتائب القسّام في بلاغ عسكري أنها "تمكنت من قصف مغتصبة "نيسانيت" بصاروخ "قسام"، وذلك في تمام الساعة 10:10 من صباح اليوم الثلاثاء 23 ذو القعدة 1425هـ الموافق 04/1/2005م وذلك في رد أولي على المجزرة الصهيونية البشعة في بيت لاهيا صباح اليوم".
من جهتها أعلنت كتائب الشهيد أبو على مصطفى في بيان لها صدر ظهر اليوم مسؤوليتها عن قصف مغتصبة "كفار عزا" شرق مدينة غزة صباح اليوم بعدد من الصواريخ من طراز "صمود"، وقالت الكتائب "إن عملية القصف جاءت ردا على العدوان والمجزرة النكراء التي ارتكبها المجرم شارون وأركان حكومته في قرية فدعوس شمال قطاع غزة".
الردٌ الأولي للمقاومة على مجزرة بيت لاهيا
أكثر من 12 مستوطناً صهيونياً، بينهم جنديان على الأقل، أصيبوا بجروح مختلفة، اثر قصف المقاومة صباح الثلاثاء لمغتصبة "أسديروت" المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948ومعبر بيت حانون العسكري الصهيوني في شمال قطاع غزة وقنص جنود في ردٍ أولي على المجزرة الصهيونية في بيت لاهيا.
المصادر العسكرية الصهيونية ذكرت أن فلسطينيين أطلقوا صباح يوم الثلاثاء (4/1) ثلاثة صواريخ من طراز "قسام" من شمال قطاع غزة باتجاه بلدات داخل أراضي الخط الأخضر (فلسطين 48). مشيرة إلى أن هذه الصواريخ سقطت داخل بلدة "أسديروت"، مما أدى إلى إصابة ستة مستوطنين بجروح ، بينهما مستوطنان أصيبا بحالة من الذعر الشديد، كما أدى القصف إلى إلحاق أضرار مادية متوسطة في اثنين من المباني وسيارة متوقفة.
وفي قصف فلسطيني آخر، ذكرت مصادر في الجيش الصهيوني أن أربعة قذائف "هاون" أطلقها رجال المقاومة اليوم، سقطت في المنطقة الصناعية في حاجز بيت حانون شمال قطاع غزة، مما أدى إلى إصابة أربعة مستوطنين بجروح وتم نقلهم إلى مشفى "برزلاي" في مدينة عسقلان لتلقي العلاج. ويرجّح أن يكون المصابون جنوداً في قوات الاحتلال، إلا أن تل أبيب تتأخر عادة في إعلان الخسائر في صفوف جنودها، كما أصيب اثنان من جنود جيش الاحتلال بجروح متوسطة في شمال قطاع غزة من جراء تعرضهم لعملية قصف من قبل رجال المقاومة الفلسطينية. وذكر أن الجنديين المصابين هما حارسان.
ويشار بهذا الصدد إلى أن عدد المستوطنين اليهود والجنود الذين أصيبوا في عمليات القصف التي نفذتها المقاومة الفلسطينية يوم (3/1) وعمليات إطلاق النار بلغ نحو عشرين مصاباً، ثلاثة عشر منهم أصيبوا بقصف فلسطيني على مغتصبة "أسديروت" الصهيونية.