]center][b]عندما تظلم الدنيا فى عينيك
عندما تظلم الدنيا فى عينيك
اعلم أن ما أصابك هو من أمر الله) قال تعالى:إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) يسن الآية 82
* اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك و أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن . وأنه لا حول ولا قوة لك الابالله .. فالله سبحانه وتعالى قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل أن يخلق السموات الارض وماقدره فهو كائن لامحالة.. ان الاختبار والابتلاء سنة الهية وقانون يجرى فى الحياة البشرية , ولابد لكل انسان من أن يبتلى ويمتحن فى حياته , وعليه أن يواجه المحن والشدائد بعزيمة قوية وارادة صلبة وصبر ثابت .. قال تعالى : ( مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ظ±لأَرْضِ وَلاَ فِيغ¤ أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى ظ±للَّهِ يَسِيرٌ.) الحديد22 (مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ظ±للَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِظ±للَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَظ±للَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) التغابن 11.. ان الايمان القوى بالله هوالمفتاح الوحيد لتداعى معانى الايمان وأفكاره الواحدة تلو الاخرى فتثبت أقدام المؤمنين حين تذل أقدام الكافرين وضعاف الايمان يقول تعالى : ( يُثَبِّتُ ظ±للَّهُ ظ±لَّذِينَ آمَنُواْ بِظ±لْقَوْلِ ظ±لثَّابِتِ فِي ظ±لْحَيَاةِ ظ±لدُّنْيَا وَفِي ظ±لآخِرَةِ وَيُضِلُّ ظ±للَّهُ ظ±لظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ ظ±للَّهُ مَا يَشَآءُ ) ابراهيم 27
اعلم أن ما حدث لك هو من صنع الله الذى أتقن كل شىء وليس هنالك فى هذا الوجود من ثغرة أو نقص أو عبث أو جهل فحياة الانسان وما يجرى عليها من آلام و أفراح وغيره مقدر تقديرا متقنا فى علم الله جل وعلا..... قد تصل البشرية الى مستوى عال من الجودة فى الصناعة ونسبة خطأ ( واحد فى المليون لكل وحدة) فما بالك بالذى أتقن كل شىء تعالى الله عن الخطأ علوا كبيرا فلا يقع فى كونه الاما أراد فقد أحاط بكل شىء علما وأحصى كل شىء عددا.. قال تعالى : (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ) الحجر 21( وَتَرَى ظ±لْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ظ±لسَّحَابِ صُنْعَ ظ±للَّهِ ظ±لَّذِيغ¤ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) النمل الآية 88 ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )القمر 49
تمسك بدينك وواصل كفاحك حتى وأنت فى أشد الساعات يأسا وظلاما واعمل على انقاذ ما يمكن انقاذه موقنا بأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب (فَإِنَّ مَعَ ظ±لْعُسْرِ يُسْراً) (إِنَّ مَعَ ظ±لْعُسْرِ يُسْراً) الآية 5و6 سورة الشرح . .واعلم أنك ان تركت التمسك بدينك عندما تظلم الدنيا فى عينيك فقد ضيعت فرصة أن تثبت أن الدين غالى عندك , وأنه لا يمكن أن تتنازل عنه لعارض دنيوى كائنا ما كان.. وانتبه ربما حان أجلك وأوشكت على المفارقة فالغاية من الابتلاء والامتحان هى الكشف عن حقيقة الانسان وعن مدى ثقته بالله سبحانه وتعالى والتمييز بين صادق الايمان وبين مضطرب الايمان والعقيدة ويختبر الانسان بالمحن والشدائد والآلام كما يختبر بالنعم كالعلم والقوة والمال والجاه ...الخ وعلى المؤمن أن يصبر فى مواضع الصبر ويشكر فى مواضع الشكر فمن الناس من يوحى ظاهره بالاخلاص والتفانى عندما يحيطه ظرف من اليسر والرخاء ولكنه سرعان ما ينكص ويتراجع ويغير موقفه عندما يواجه المحن والشدائد فهو انتهازى يتحين شتى الفرص لصالحه المادى المزيف فهو يقدم مصلحته الشخصية على مصلحته المبدئية ويستخدم المبادىء الدينية لتحقيق هواه ومآربه الشخصية المخالفة للدين فتتكشف حقيقته فى مواقف الشدة والمحنة .. ان أعظم البلاء هو بلاء المجاهدين الدعاة الى الله حينما يواجهون الطغاة وأعداء الله فيبتلون بالا رهاب والتعذيب والسجن والقتل و الاخراج من الديار ونهب الاموال وهدر الكرامات وبالأقاويل الباطلة والتهم الكاذبة والدعاية المضللة فيواجهون بذلك امتحانا صعبا وبلاء عظيما وفى هذه المواقف تتكشف حقيقة الصادقين والصابرين , ويتساقط النفعيون وضعاف العقيدة والارادة قال تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ظ±لْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ظ±لَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ظ±لْبَأْسَآءُ وَظ±لضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىظ° يَقُولَ ظ±لرَّسُولُ وَظ±لَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىظ° نَصْرُ ظ±للَّهِ أَلاغ¤ إِنَّ نَصْرَ ظ±للَّهِ قَرِيبٌ) البقرة 214 ( أَحَسِبَ ظ±لنَّاسُ أَن يُتْرَكُوغ¤اْ أَن يَقُولُوغ¤اْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا ظ±لَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ظ±للَّهُ ظ±لَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ظ±لْكَاذِبِينَ) العنكبوت الآية 2و3 ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىظ° نَعْلَمَ ظ±لْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَظ±لصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ ) محمد 31 .
اعلم أنه لاملجأمن الله -( دنيا وآخرة )- الا اليه قال تعالى : ( وَعَلَى ظ±لثَّلاَثَةِ ظ±لَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىظ° إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ظ±لأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوغ¤اْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ظ±للَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوغ¤اْ إِنَّ ظ±للَّهَ هُوَ ظ±لتَّوَّابُ ظ±لرَّحِيمُ ) التوبة الآية 118 ويقول تعالى أيضا عندما تظلم الدنيا فى عينيك اعلم أن ما أصابك هو ظ±سْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ظ±للَّهِ مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ ) الشورى الآية 47 وأن البلاء المقدر يجرى على الانسان سواء عليه صبر أم جزع وانهار , فان صبر واعتصم بالله فله الأجر والظفر وان جزع وتداعى أمام المحنة فان البلاء يجرى عليه ويخسر الأجر والرضى الالهى كما يخسر أهدافه التى يصبو اليها فى الحياة فان ضعيف الارادة يخسر الدنيا والآخرة معا .. قال تعالى عندما تظلم الدنيا فى عينيك اعلم أن ما أصابك هووَمِنَ ظ±لنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ظ±للَّهَ عَلَىظ° حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ظ±طْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ظ±نْقَلَبَ عَلَىظ° وَجْهِهِ خَسِرَ ظ±لدُّنْيَا وَظ±لأَخِرَةَ ذظ°لِكَ هُوَ ظ±لْخُسْرَانُ ظ±لْمُبِينُ).الحج 11
عليك بالاقبال على الله بالدعاء قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ظ±لدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة الآية 186. والاستجابة لله هى: أن نعلم أن لله سننا كونية و آدابا شرعية يجب العمل بها والاستجابة لها والتأقلم معها ليحقق لنا ما ندعو اليه دينا ودنيا وآخرة. والايمان به هو : ان نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى على كل شىء قدير وأن ما شاءه كان وما لم يشأ لم يكن قال تعالى : (أَوَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ظ±لأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ظ±لَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوغ¤اْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ ظ±للَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي ظ±لسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ظ±لأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً ) الآية 44 سورة فاطر والرشد هو : أن يوفقك الله الى ادراك الوسائل الصحيحة الموصلة لتحقيق هدفك ( أو ما تدعو اليه ) وتوفيقك للعمل بها فلاتكتفى بالدعاء ولا تستغنى عنه بل اعمل بالأسباب مع الدعاء فالأسباب التى تؤثر فى احداث الأشياء وايجادها ليست محصورة الوجود فى العلاقة بين الاشياء الطبيعية وحدها , بل ان صحة العلاقة بين الله وعبده هى أقوى الأسباب المؤثرة فى ايجاد الأشياء واحداثها , لأن الله سبحانه وتعالى هو القاهر فوق عباده وهو على كل شىء قدير لذا فان التوكل ووسيلته القوية المتمثلة فى الدعاء يكون سببا للتوفيق الالهى , وللتأثير فى مجارى الأمور ودفع الأقدار بالأقدار مثله مثل الاسباب المعروفة للناس و اعلم أن وسائلك الموصلة لهدفك ليست سرمدية أبدية بل أن بأمكانك أن تغيرها أو تزيد عليها أو تقويها حتى يتحقق لك ما سبق وفشلت فيه أو أوشكت على تحقيقه أو تسعى اليه... وبالله التوفيق .
سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك
نسـأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخيـر .. آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم أقبل هذا العمل مع قلته ، والجهد مع ضآلته
والسعى مع شوائبه،عز جاهك، وجل ثناؤك
ولااله الا أنـــت
اللهم اغفر لنا ذنوبنا انه لايغفر الذنوب الاانت
واجعل هذا العمل فى ميزان حسناتنا جميعا
اللهم احفظ المسلمين والمسلمات
اللهم نسالك العزة في الدين والغلبة على المجرمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين[/center]