حبيبه ازهري يستعد للاقلاع
عدد المشاركات : 222 العمر : 38 التخصص : لغه عربيه الهواية المفضلة : القراءه بلدي : وسام العضو :
نقاط : -3 تاريخ التسجيل : 11/01/2009
| موضوع: الصديق الوفي الأحد فبراير 08, 2009 1:49 am | |
| قصة ذكرها الشيخ عباس بتاوي مغسل الأموات جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ومع الشاب مجموعة من أقاربه ، لفت انتباهي ، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة ، شاركني الغسيل ، وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه ، أما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر ولسانه لايتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لاحول ولاقوة إلا بالله
هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً بكاؤه أفقدني التركيز ، هتفت به بالشاب إن الله أرحم بأخيك منك ، وعليك بالصبر التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي ألجمتني المفاجأة ، مستحيل ، وهذا البكاء وهذا النحيب نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز أليّ من أخي سكت ورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصل حديثه - إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة ، ونلعب سوياً في الحارة ، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم - كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ، أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ، ثم نعود لنلتقي ، تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً التحقنا بعمل واحد تزوجنا أختين ، وسكنا في شقتين متقابلتين رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنت وابن عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي الأحزان عندما نلتقي اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة نذهب سوياً ونعود سوياً واليوم ... توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما أخذت أردد ، سبحان الله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله أنتهيت من غسله ، وأقبل ذلك الشاب يقبله لقد كان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتى ظننت أنه سيهلك في تلك اللحظة راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموع أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة أما الشاب فقد أحاط به أقاربه فكانت جنازة تحمل على الأكتاف ، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً وعند القبر وقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه سكن قليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو انصرف الجميع عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله ، وتقف عنده الكلمات عاجزة عن التعبير وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت اتأملها ، الوجه ليس غريب ، شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته نظرت إلى الأب المكلوم ، هذا الوجه أعرفه تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن ، يقلب صديقه ، يمسك بيده ، بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه رددت بصوت مرتفع :كيف مات ؟ عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام وعند صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمع تحدر على خديه ، رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه ، وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون
إنا لله وإنا إليه راجعون ، اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة ، يوم أن ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه توجهنا بالجنازة إلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً قلت في نفسي مستحيل : منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل أنزلناه في قبره ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد ، يالها من قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ، وجمعت القبور بينهما أمواتاً
خرجت من القبر ووقفت ادعو لهما : اللهم أغفر لهما وأرحمهما ، اللهم واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ،
| |
|
عاشق الرحيل ۩ஜ۩ امير الملتقى۩ஜ°
عدد المشاركات : 25385 العمر : 33 مكان السكن : هناَكـ حيث راَحه الباَل التخصص : 0000000 الهواية المفضلة : &*(الزعيـــــمــ الازهر)*& صور بمزاج العمدة : بلدي : وسام العضو :
نقاط : 24868 تاريخ التسجيل : 18/12/2008
| موضوع: رد: الصديق الوفي الأحد فبراير 08, 2009 2:18 am | |
| :55: يسلمووو حبيبة ع مقال رائع تقبلى مرورى نجم الليل | |
|