منحت جامعتا الأزهر بغزة والقاهرة بجمهورية مصر العربية ضمن اتفاقية التعاون المشترك وللمرة الخامسة على التوالي, درجة الماجستير في الزراعة والبيئة تخصص صناعات غذائية للباحث منجد عبد السلام مرتجى, على رسالته الموسومة بعنوان: " تقييم مدى تلوث الأسماك الطازجة بالميكروبات والمعادن الثقيلة في شاطئ بحر قطاع غزة ", وذلك بعد تشكيل لجنة مناقشة للطالب ضمت أساتذة وأكاديميين من كلتا الجامعتين, حيث تمت مناقشة الطالب عبر تقنية الانترنت بالصوت والصورة, و تكونت لجنة الحكم والمناقشة من الأستاذ الدكتور نصر أبو فول مشرفاً ورئيساً من جامعة الأزهر بغزة, والأستاذ الدكتور نجوى الشيمي مشرفاً من جامعة القاهرة بمصر, والدكتور حسن أبو حطب مناقشاً داخلياً, والأستاذ الدكتور عبد الرحمن خلف الله مناقشاً خارجياً جامعة القاهرة.
وشهدت المناقشة حضوراً أكاديمياً واسعاً, وكان بين الحضور الأستاذ الدكتور عمر أبو تيم عميد الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة الأزهر, والأستاذ الدكتور حاتم الشنطي منسق برنامج الماجستير في الزراعة مع جامعة القاهرة.
و أعرب الدكتور الشنطي في بداية المناقشة عن سعادته وشعوره بالفخر والاعتزاز لهذا الإنجاز الكبير الذي يتحقق كل يوم والاستفادة الكبيرة من اتفاقية التعاون المشترك بين جامعتي الأزهر بغزة والقاهرة بمصر تلك الجامعة العظيمة التي خرجت آلاف العلماء والمتميزين, وقال:"نحن اليوم نناقش احد الباحثين الذي تناول موضوعاً في غاية الأهمية مستفيداً من تلك الاتفاقية وخبرات الأكاديميين المصريين".
بدوره أشاد د. أبو فول بالجهد الكبير الذي بذله الباحث لإتمام هذه الدراسة التي تناولت موضوعاً في غاية الأهمية, مؤكداً دعمه ووقوفه الكامل مع تطور وتقدم البحوث العلمية.
من جانبه أكد الباحث مرتجي أن الدور الكبير الذي لعبته جامعة الأزهر بغزة والقاهرة بمصر هو السبب الرئيسي في إنجاز الدراسة والتوصل إلى نتائج مهمة, مشيراً خلال مناقشته إلى أن الدراسة تناولت موضوعاً هاماً بالنسبة لقطاع غزة, حيث تواجه منطقة الشاطئ خطراً كبيراً يتمثل في تلوث مياه البحر بكميات كبيرة من المياه العادمة غير المعالجة جزئياً والتي يتم صرفها بشكل مباشر على الشواطئ, لافتاً إلى أن الدراسة أجريت لتقييم مدى التلوث المحتمل للأسماك في هذه المناطق بالميكروبات والمعادن الثقيلة كنتيجة لتلوث مياه البحر.
وأوضح الباحث انه قام بجمع 48 عينة من ثلاث أصناف مختلفة من الأسماك الشائعة في بحر غزة ( البوري, المليطا, والقاروص), خلال موسم الصيد من مايو أغسطس2005, وذلك بتحديد أربع مناطق مختلفة على طول الشاطئ لإجراء هذه الدراسة وهي شواطئ ( غزة, وادي غزة, دير البلح, خانيونس), حيث أن هذه المناطق تتعرض لصرف مياه المجاري بشكل مباشر عدا منطقة خانيونس التي لا توجد فيها شبكة للصرف الصحي.
وأشار مرتجى انه قام بأخذ العينات من هذه المناطق مرة واحدة شهرياً من كل الأصناف مع تكرار هذه العينات ثلاث مرات لكل صنف وذلك لإجراء الفحوصات الميكروبية المتمثلة بالمؤشرات التالية( العدد الكلي للبكتيريا, مجموعة القولونيات, مجموعة القولونيات البرازية, الايشيريشيا كولاي, المكورات العنقودية, السالمونيلا, الكوليرا), إضافة إلى ذلك قام بفحص هذه العينات لمعرفة مدى تلوثها بالمعادن الثقيلة ومنها (الزنك, الرصاص, النحاس, الكادميوم, الكروم).
وأوضح الباحث أن نتائج الفحوصات الميكروبيلوجية أن أعلى مستوى للتلوث بالعدد الكلي للبكتيريا مجموعة القولونيات, الايشيريشيا كولاي كان في منطقة وادي غزة في اسماك البوري بينما كان أعلى مستوى للتلوث بمجموعة القولونيات البرازية, والمكورات العنقودية في منطقة غزة وكانت النتائج ذات دلالة إحصائية في كل من العدد الكلي للبكتيريا, مجموعة القولونيات البرازية, الايشيريشيا كولاي لكل مناطق الدراسة عند مستوى معنوي (p<0.05 ) .
بينما وجد الباحث أعلى مستوى للتلوث في اسماك المليطا بالعدد الكلي للبكتيريا, مجموع القولونيات البرازية, الايشيريشيا كولاي, كان في وادي غزة, فيما كان أعلى مستوى للتلوث بالمكورات العنقودية في دير البلح وكانت دلالة إحصائية في كل من العدد الكلي للبكتيريا, كذلك الحال بالنسبة لأسماك القاروص فان أعلى مستوى للتلوث بالعدد الكلي للبكتيريا مجموعة القولونيات البرازية, الايشيريشيا كولاي كان في وادي غزة, بينما كان أعلى مستوى للتلوث بالكورات العنقودية في غزة وقد كانت ذات دلالة إحصائية في كل من العدد الكلي للبكتيريا مجموعة القولونيات البرازية, الايشيريشيا كولاي لكل المناطق عند مستوى معنوي (p<0.05).
هذا وأكد الباحث انه لم يتم رصد ميكروبات السالمونيلا او الكوليرا في أي من العينات موضع الدراسة, وقد كانت جميع العينات مطابقة للمواصفات الفلسطينية, باستثناء اسماك البوري في منطقة غزة التي تجاوزت المكورات العنقودية الحد المسموح به, بينما كانت العينات غير مطابقة للمواصفات من حيث مجموعة القولونيات, مجموعة القولونيات البرازية, الايشيريشيا كولاي.
وفيما يتعلق بالتلوث بالمعادن الثقيلة اكتشف مرتجى خلال دراسته أن أعلى مستوى لتركيز المعادن الثقيلة في جميع الأصناف كان في واد غزة باستثناء الكروم الذي كان أعلى مستوى له في غزة, أما في اسماك البوري فقد كان أعلى تركيز للزنك, الرصاص, الكروم وكانت النتائج ذات دلالة إحصائية لكل المناطق عند مستوى معنوي (p<0.05), بينما كانت الفروقات غير معنوي إحصائياً مع كل من النحاس والكادميوم ((p>0.05.
أما في اسماك المليطا فقد كان أعلى مستوى في تركيز الرصاص, النحاس وكانت النتائج ذات دلالة إحصائية لكل المناطق عند مستوى معنوي (p<0.05), بينما كانت الفروقات غير معنوية إحصائياً مع الكادميوم والكروم وكانت النتائج ذات دلالة إحصائية في المناطق عند مستوى معنوي (p<0.05), وكانت مستويات المعادن الثقيلة في جميع الأصناف في الحدود المسموح بها دولياً للاستهلاك الآدمي ما عدا الرصاص فقد تجاوز هذه الحدود.