الأم الجامعة * خاطرة مهداة الى ارواح الامهات والى روح امي

تمر الايام وتمضي السنون وتفنى اجيال وتنشأ اجيال وتطوى صفحات وتفتح صفحات. فلقد انطوت صفحة المدرسة وسنوات الدراسة نتذكر منها القليل وننسى منها الكثير. وانطوت صفحة الجامعة وسنوات الدراسة فيها ومثل سابقتها نتذكر منها القليل وننسى الكثير. وانطوت صفحة من صفحات العمل وسنوات الحياة العملية ومثل سابقيتها نتذكر منها القليل وننسى الكثير ولا ندري كم تبقى من صفحات وكم سنتذكر وكم سوف ننسى؟ الا ان هنالك صفحة ما تعلمناه منها فاق كل ما تعلمناه من الصفحات ، نتذكرها ونحفظها كاملة عن ظهر قلب مثل القصيدة التي لا يجوز ولا يعقل ان ننسى منها مجرد بيت او حتى كلمة تفقدها فحواها ومعناها. انها صفحة مدرسة الام لا بل جامعة الام التي تميزت عن كل الصفحات. فمرحلة الدراسة فيها تبدأ من مرحلة الحضانة الا انها تميزت عن الحضانة التربوية ان الحضانة فيها لا تبدأ من سن الخامسة كما هو معهود بل تبدأ من بداية حمل الجنين في رحمها منذ اليوم الاول من العمر وتستمر الرعاية الى آخر يوم من العمر وهذا لما لا تستطيع توفيره الحضانة او المدرسة او الجامعة او مكان العمل في الحياة العملية.

الام جامعة لانها بمعنى آخر هي الوحيدة القادرة على تجميع الابناء والاحفاد مهما بلغوا من عدد ومهما وصلوا من عمر وتحول دون تفرقهم او اختلافهم او تعرضهم لاي مكروه.

والام جامعة حتى في وفاتها وانتقالها الى الباري عز وجل. فأمي التي رحلت بهدوء وسكينة ووقار ونحن نلتف حولها جميعا بدأت قبل ان تفيض روحها الطاهرة وفي آخر سكرات الموت بالرضا على الجميع والدعاء لهم بالتوفيق والوصايا لهم بالتقوى والهداية وحب الخير وأنهتها بالتهليل والتسبيح وبشهادة ان لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله ولا حول ولا قوة الا بالله. اللهم اني أسألك موتة هنية وملائكة رحمانية.

اننا يا أمنا الحبيبة ولا حضانتنا ومدرستنا وجامعتنا ومعلمنا الاول والاخير لا نقول لك وداعا لانك لم ترحلي بل رجعت الى خالقك راضية مرضية ان شاء الله. فأنت لا تزالين بيننا وفي قلوبنا وعقولنا ما حيينا ونشهد ويشهد الله سبحانه وتعالى انك أخلصت في العطاء وحفظت الامانة التي سلمك الله عز وجل نجحت به بجدارة كما نجح هو من قبلك. كما نشهد انه حتى عزاؤك كان مهرجانا لا بل استفتاء واجماعا شعبيا ورسميا لم نشهد له مثيل من رصيد المحبة من المقربين والمحبين الذين توافدوا من كل حدب وصوب من بدايات الصباح وحتى نهايات المساء دون انقطاع. ولقد غلب على هذا المهرجان المواعظ الهادفة والادعية المخلصة والخالصة لوجه الله تعالى والتي نستلهم منها الدروس والعبر.

تغمدك الله يا امنا الحبيبة بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته وجمعنا وإياك مع الشهداء والابرار والصديقين وحسن أولئك رفيقا. الحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون.







ملاحظة \\\\\\\\\\\ارجو من كل من يقرا موضوعي يدعو لامي بالرحمة والمغفرة

ميرسى
ملكة
مرورك اسعدنى كتير

يسلمو جوكر

يسلمو عاشقة
ع مرورك

الله يرحمها ويرحم جميع لمسلمين
امهاتنا اكيد هظل ذكراهم بقلوبنا
مشكور على الخاطرة الرائعة

امين يارب العالمين