لى
صدر صفحاتها استغربت صحفية السياسي المصرية ظهور خالد مشعل في التوسط بين
معركة اليمن مع الحوثيين فقالت الصحيفة أن من المثير للعجب أن يسعى خالد
مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى التوسط بين اليمن وإيران في
قضية المعارك الحربية الطاحنة التي تخوضها الحكومة اليمنية ضد المتمردين
الحوثيين.
ومبعث
العجب أسباب عدة، من بينها أن خالد مشعل رجل له نصيب من اسمه، فهو لا يصلح
لأي مصالحات، ولا ينشط إلا في المصائب أو الخلافات ليشعلها، وعندها ينبري
بأعلى صوت حنجوري ليطلق قنابل وصواريخ كلامية تصيب شظاياها حتى القريبين
منه، ولم نسمع في يوم من الأيام حديثا لينا منه عن المصالحة الفلسطينية،
سوى بعض 'الأكليشهات' التي تقال لفض المجالس.
بل
أن هناك من يقول ان مشعل هو الذي يقف عقبة أمام تلك المصالحة، التي كادت
ان تتم بعد أن ظهر القيادي الحمساوي محمود الزهار في الملف، لكن تدخل مشعل
في نهاية كل جلسة توافقية كان يقلب المنضدة ويعيد المفاوضات إلى نقطة
الصفر، حتى ملّت القاهرة، راعية المصالحة، من المماحكات الصغيرة وأعلنت
انها لن تقبل أي تعديل على ورقتها التصالحية، وان توقيع حماس يجب أن يحدث
من دون فرض أي شروط و'إللي عاجبه على كده يوقع أو يشرب من البحر'.
مثار
العجب الثاني هو أن مشعل، وحماس عموما، لا يمتلك قراره ويخضع للإملاءات
الخارجية، مرة من دمشق ودائما من إيران، ومن ثم فإنه حين يذهب إلى إيران
ليتوسط من أجل المصالحة مع اليمن، فإنه لن يتجرأ على فتح قضية تمويل إيران
للحوثيين، ولن يتجرأ على إغضاب الخزينة التي تدفع الأموال لمصالحها
ومصالحه باسم المقاومة ومحاربة 'العدو'، وهي شعارات لم تعد كافية لتبرير
هذا الخنوع لطهران، بينما المواطن الفلسطيني لم يستفد من درهم واحد يخرج
من الجيب الإيراني إلى الجيب الحمساوي، ويعيش في قسوة الفقر وتحت سيطرة
تجار من الحركة سيطروا على الأنفاق التي تدر عليهم الملايين.
من
المضحك أن يتحول مشعل إلى حمامة سلام، ودماء 'الأشقاء' الفلسطينيين لا
تزال تروي قصة هذا الانقسام المحزن والانقلاب على الحكم في غزة، باسم
شرعية الانتخابات والديمقراطية، فأي عبث هذا الذي جعل مشعل يشعر فجأة
بالألم لمنظر القتلى الحوثيين وهو الذي كان يبارك قتل عائلات بأكملها
لأنها تنتمي إلى حركة فتح.
وإذا
كان الرجل بهذه المشاعر الرقيقة فلماذا لم يبادر كي يصلح ما بين حكومة
الخرطوم والمتمردين في درافور؟، ولماذا، طالما أنه بهذه الرقة، لا يتطوع
لإنهاء الأزمة الكروية بين مصر والجزائر؟، أو يتوسط لإعادة الناشطة أمينة
حيدر إلى موطنها الصحراوي، وربما مد نشاطه الإنساني لحل مشكلة كشمير..