أحيا الفنان الكبير هاني شاكر حفلا فنيا رائعا للجالية العربية في برلين آخر ايام العيد قدم فيه مجموعة من أغانيه القديمة التي باتت من كلاسيكيات الغناء العربي كونه ينتمي إلى جيل الأصالة والإبداع الفني من جهة ولجيل العصر من جهة اخرى قدم اغنيات حديثة بكلمات وألحان راقية ومعبرة.التقيناه في المطار وهو يجهز اوراقه للعودة الى مصر وقبل ان تقلع طائرته، بادرني بالشكوى من سؤ معاملات السفر التي حرمت فرقته من مشاركته الحفل لأسباب تتعلق بإستحصال التأشيرات، وأمور اخرى باتت تشكل عائقا مؤخرا في وجه الفنانين والرياضيين وغيرهم ممن يتطلب عملهم سفرا دائما.
كما كان يشكو من ألم شديد في ساقيه ما جعل زوجته الشابة تحثه طوال وقت المقابلة الصحافية ان يختصر وان يجلس كيلا يزداد عليه الألم الا انه استقبل اسئلتي برحابة صدر وبابتسامته المحببة المعهودة وبتواضع الفنان المحب لجمهوره وقرائه وسألته عن الأسباب التي حالت دون ان ترافقه فرقته الموسيقية في حفله فقال:
ـ انا لست راضيا عن الحفل بصراحة رغم انني راض جدا عن الدعاية التي سبقت الحفل وعن المكان الذي اقيم فيه ولكني كنت احب ان تكون الحفلة كما اتمنى وكما يتمنى جمهور هاني ومعجبوه الا ان خطأ ساذجا وقع فيه متعهد الحفل حال دون ان ترافقني الفرقة الموسيقية ذلك ان الفرقة كانت قد اخذت (فيزا) لألمانيا وليس (شنغن) وحينما نزلنا في مطار براغ لم يسمحوا لنا بركوب الطائرة الى المانيا الا اذا كان معنا (فيزا شنغن)
ولكنك فنان و في سفر دائم الم تكن تعلم بذلك؟
ـ كلا هذا الأمر جديد جدا فالمعروف انني انزل مطار البلد واركب وسيلة مواصلات اخرى او آخذ فيزا ثانية لكن هذا الأمر يحدث من فترة قليلة بعد ان دخلت الدول الشرقية في (الشنغن) صاروا يعملون بهذا النظام من ينزل على ارض ترانزيت يجب ان يكون معه (فيزا) وكنت اتمنى ان اصل عن طريق (مصر للطيران ) في رحلة مباشرة الى برلين لكنّ ظروفا خارجة عن ارادتي سببت كل هذه الفوضى وفي المستقبل سأكون متشددا في شروطي لإحياء حفلات في دول المهجر واريد ان اقول لك امرا انني واحتراما للجمهور الذي كان ينتظرني في برلين استقليت (التاكسي) بصحبة زوجتي مسافة 5 ساعات وحيدين من (براغ) الى (برلين) وهو موقف يحصل معي لأول مرة فقط لأنني ألتزمت مع جمهوري الذي حضر ليسمعني وحتى آخر لحظة وانا أحاول من اجل ان تحضر فرقتي الموسيقية وتكلمت مع السيدة السفيرة في (براغ) وهاتفت وزارة الخارجية المصرية حتى انني تحدثت مع السفير التشيكي في مصر من اجل ان يفعلوا اي شيء او يتدخلوا كي يسمحوا لنا بركوب الطائرة لكن للأسف الشديد لم يجد كل ذلك نفعا هل انستك اجواء الحفل كل هذا القلق والتعب؟
ـ استقبال الجمهور لي كان استقبالا حافلا وحارا جدا وترديدهم لمعظم اغانيي معي أنساني التعب وانساني كل شيء خاصة وانني غنيت مع فرقة موسيقية من الشباب (الجمال) المقيمين في ألمانيا وانا أراهم لأول مرة وهم ايضا لأول مرة يرونني وقال مقهقا (عزفوا جيدا وعدت الليلة) وقدمنا مجموعة الأغاني القديمة فقط لأننا لم نعمل بروفات على الأغاني الجديدة ومتى يصدر البومك الجديد؟
ـ لدي البوم سيصدر قريبا لم استقر له على اسم بعد لكن نزلت منه اغنية واحدة في العيد اسمها (ألبوم صور) وموجودة على شبكة الأنترنت وتعرض على قناة (مزيكا)
انت ايضا من اوائل الفنانين الذين قدموا فيديو كليب مع ممثلات معروفات وليس مع مجرد مودلز فهل ستكرر التجربة؟
ـ هذا صحيح وسأعاود التجربة في ألبومي الجديد الذي سيصدر بعد شهرين على ابعد تقدير
والسينما الا تفكر في العودة اليها خاصة وان اغلب نجوم الغناء اليوم انخرطوا فيها في ما يشبه الموجه الدارجة ولاسيما انك من السباقين في خوض مجال التمثيل بعد العندليب الأسمر عبد الحليم؟
ـ اريد ان اقول لك ان السينما بالنسبة إلي حاضرة في مشاريعي بشرط ان اجد الموضوع الجيد ومتى وجدته لن اتردد لأنني لا اريد ان اقدم فيلما و(خلاص) لأنني زمان مثلت فيلما مع عادل امام وليلى حمادة وصفاء ابو السعود ومثلت فيلما ثانيا بعنوان (عايشين للحب) مع نيللي وفيلم ثالث بعنوان (هذا أحبه وهذا أريده) مع نورا وحمدي حافظ واكتفيت بهذه الأفلام الثلاثة وكانت حينها افلاما جيدة جدا ونالت استحسان الناس لكن المشكلة الآن هي اتجاه السينما الى الكوميديا اكثر وجميل ان تقدم السينما الكوميديا على الاتنسى الغناء والأستعراض والدراما اي انماط مختلفة في توليفة واحدة واريد ان اطلع 'ايلاف' على خبر حصري هو موافقتي وتحضيري لمسلسل تلفزيوني مصري سيعرض قريبا جدا ولا تسأليني أكثر لأنني اتكتم على تفاصيله حتى حينه
بسبب ظروف العراق الحالية يقيم الكثير من فناني وملحني العراق الكبار امثال فاروق هلال , ونصير شمه وغيرهم في القاهرة هل هناك عمل فني او مشترك ربما يمكن ان يجمعك معهم؟ ـ يسعدني جدا ان اقدم شيئا للعراق او المشاركة مع فنانين عراقيين وكان هناك كلام بيني وبين كاظم الساهر لعمل دوتو فني وانجزنا اللحن وآمل ان نعرضه قريبا للجمهور ولست راغبا فقط في العمل مع الملحنين العراقيين مثل الأستاذ فاروق هلال بل امنيتي ان يتحقق ذلك كما اتمنى ان اغني في بغداد قريبا بعد ان تتحرر
الى هنا ولم تسمح لي زوجته الجميلة بطرح المزيد من الأسئلة مع انني مازال عندي منها الكثير وطلبت ان اودعه ليرتاح فنزلت عند رغبتها على ان تسمح لي بألتقاط صورة لها معه واخرى لي معهما تذكارا وودعتهما متمنية لهما السلامة ورحلة آمنة.وكنت اريد ان اسأله كيف استطاع المحافظة ليس فقط على تجدده ومواكبته للعصر كل هذا الوقت بل وعلى شبابه الدائم وابتسامته المشرقة وتواضعه.