جدار فولاذي بنكهة عربية
بقلم/دكتور إيهاب الدالي
من هذا الشعب العظيم ، الذي تحاك ضده المؤامرات، ويدفن أطفاله قبل أن يولدوا، ويخطفوا منهم الإبتسامة ، انه الشعب الذي شرد وهجر وطرد من أرضه عام 48 19 وسلبت كافة حقوقه وجرد من معاني الإنسانية والحرية في 1967 م .
هو شعب فلسطين البطل الذي صمد وصبر وعذب وضحى، شعب لم يذق طعم الحرية ولا يعرف للاستقلال معنى، فهو من احتلال إلى مجازر وحروب ومن جدار عنصري إلى حصار صهيوني ويأتينا الآن جدار فولاذي بنكهة عربية.
في مارس 2009م قدمت الولايات المتحدة الأمريكية لحكومة مصر 32 مليون دولار لإنشاء منظومة للمراقبة الإلكترونية وغيرها من العتاد والمعدات الأمنية، لمنع حركة الغذاء والبضائع والأسلحة إلي غزة.
والآن بدأ تنفيذ الخطة حول إقامة جدار تحت الأرض من فولاذ الحديد الصلب ، لتشديد الحصار على قطاع غزة .
وقالت كارين أبو زيد المفوضة العامة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن الجدار الفولاذي "صنع في الولايات المتحدة" وقد تم اختبار مقاومته للقنابل وإنه أقوى من جدار "خط بارليف" الذي بنته دولة الاحتلال على امتداد الضفة الشرقية لقناة السويس بعد احتلالها لشبه جزيرة سيناء المصرية عام 1967.
فلماذا كل ذلك أهو إرضاء لأمريكا أو لابنتها إسرائيل أم هي حرب على الإسلام ؟
لا يريدون لهذا الشعب أن يقول أو يختار ، فحوصر قطاع غزة بعد أن انتخب من يمثله منذ أكثر من ثلاث سنوات .
شعبنا أقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضده ، قدم آلاف الشهداء دفاعاً عن حقه ، ويتوقع من أعدائه المزيد من الظلم والعذاب ، ولكن هذه المرة تأتينا الطعنه من الخلف، من دولة شقيقة نعتبرها هي حامية لنا، وهذه الطامة الكبرى ، بأن دولة مسلمة عربية بدل من أن تحرك جيوشها لفك الحصار عنا ولتحرير مقدساتنا ، نراها تشدد علينا الخناق وتبني جدار العار بعمق 18 إلى 20 مترا وبطول 8 أميال تقريباً على الحدود مع قطاع غزة .
أم هي وسيلة جديدة لممارسة مزيداً من الضغط على شعب غزة للقبول بالورقة المصرية دون تعديل .
متحدثين مصريين يبررون ذلك بحجة إغلاق الأنفاق ومنع التهريب...... ومسئولين آخرين يقولون إن الهدف من الجدار هو ضمان عدم تكرار اقتحام مواطني غزة للأراضي المصرية كما حدث من قبل في شهر يناير عام 2008م.
فالكل يعلم أن الأنفاق حفرت في ظروف غير طبيعية بعدما ضاقت السبل بأهالي قطاع غزة وأغلق معبر رفح البري المنفذ الوحيد للقطاع ، وهي خطوة اضطرارية محاولة لكسر الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من ثلاث سنوات، لا يريدون التجارة أو الثروة بل لإدخال المواد الغذائية وحليب للأطفال لإسكات أفواه الجائعين.
وكذلك بالنسبة لما حدث قبل عام ونصف واقتحام الحدود المصرية، فذهبوا ليبحثوا على مأكل ومشرب استجابة لصياح أطفالهم ، ومع ذلك لم تحدث أي حوادث سرقة أو نهب ، واحترموا السيادة المصرية على أراضيها .
فشعب غزة ليس بمجرم أو إرهابي بل هو شعب يبحث عن لقمة العيش بكرامة فإذا ازداد الحصار عليه وأغلقت أمامه جميع المنافذ فسنجد من يبتكر طريقة ما لجلب قوته اليومي ليستطيع البقاء صامداً.
ألا يكفيكم جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية الذي أقامه الصهاينة ، أم تآمرتم معهم ؟
كلكم يعلم خطورة جدار الفصل العنصري ، أو "جدار الضم والتوسع العنصري وهو حاجز يبلغ طوله 703 كم. ابتلع الكثير من الأراضي الفلسطينية وضمها لإسرائيل، وهدم البيوت واقتلاع الأشجار فهو جدار طويل يبنيه المغتصبون الصهاينة في الضفة الغربية، وفي المناطق المأهولة بالكثافة السكانية مثل منطقة المثلث أو منطقة القدس ويمر بمسار متعرج حيث يحيط معظم أراضي الضفة الغربية، يعني مجموعة بلدات محاطة من كل أطرافها تقريبا بالجدار.
مصر تعتبر بناء الجدار الفولاذي "حقا سياديا" لها للفصل بينها وبين غزة .
لماذا لم تمارس حقها هذا في الدفاع عن تهويد القدس، وأين هذا الحق عندما تؤمرون بإغلاق المعابر في وجه الصحفيين والأطباء فترة الحرب لإنقاذ أهلنا في القطاع ولفضح جرائم الاحتلال، وأين حقكم من مرتكبي جرائم حرب في فلسطين ؟
وتعتبرون الجدار ليس جديداً بل هو مجرد إضافة تحت الأرض للجدار القائم فوقها؟
يعني حصار جواً وبحراً وأرضاً وأخيراً نسمع حصار تحت الأرض ، وغداً نسمع حصار لقبور شهدائنا الأبطال زعماً بأن أرواحهم تطاردكم .
أتريدون بأن تكون فلسطين سجن كبير ، أم مقبرة جماعية .
اليهود يبنون جدار بالضفة ومصر تبني جدار بغزة ، وننتظر جداراً لمنع الهواء عن الفلسطينيين
شكراً أيتها الشقيقة مصر فرسالتكم قد وصلت!!!!!!!!!!!
صمتم أنتم والعالم كله على كل جرائم الاحتلال من قتل وتدمير ومجازر وحروب واغتصاب للأراضي ، فأين أنتم من الدفاع عن أولى القبلتين ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم .
الأمريكان يتفاخرون فهناك عقيد احتياط بالجيش الأمريكي يقول :جدار مصر الحاجز غير قابل للاختراق .
يا مصر الحبيبة اعلمي بأنها لمؤامرة كبرى والمقصود منها قهر وتعذيب شعبنا وأن تكوني أنت الضحية ، وهم صانعي السلام .
الولايات المتحدة الأمريكية بإدارة أوباما الحائز على جائزة نوبل للسلام تريد قطع شريان الحياة عن قطاع غزة ، ويقولون لمصر يجب عليها أن تشارك في الحرب ضد الإرهاب
فلا تنجري وراء مسميات ودول هي أساس الإرهاب في العالم كله .
نحن نعلم أنها مطالب أمريكية صهيونية هدفها أن نصطدم مع إخواننا المصريين لأنكم تعلمون بأن الجوع قاتل، فافضحوا كل المؤامرات الصهيوأمريكية ، وافتحوا المعابر، واقفوا بجانب أخوانكم الفلسطينيين كي نحقق معاً وسوياً كل تطلعاتنا وصولاً إلى تحرير كل مقدساتنا .