منذ سيطرة حماس على غزة وما تبع ذلك من حصار خانق على القطاع ظهر مصطلح جديد في الاعلام وهو "شهداء الحصار" وهم اولئك المرضى الذين قضوا بسبب نقص العناية الطبية او الاهمال الطبي .
وفيما يلي واحدة من الحكايات المؤلمة جاءت على لسان والد احد الاطفال الذي قضى بسبب الاهمال الطبي.
وهي حالة تشكل استثناء في تعامل الاطباء مع المرضى .
يقول والد الطفل الشهيد :
الأخوة "
تحية وبعد
نضع بين أيديكم هذه الشكوى كي تتحققوا منها ومن ملابساتها، وكلنا أمل بأن لا تبقى حبيسة الأدراج.
ودمتم في رعاية الله،،
المشتكي محمد الحساينة والد الطفل المتوفي "
" يوم الأحد الموافق 12/10/2008 وفي تمام الساعة 10:30 صباحاً أدخل طفلنا المريض/ هادي محمد الحساينة لاحد مستشفيات القطاع للعلاج أثر انتكاسة صحية ألمت به. .
يوم الاثنين الموافق 13/10/2008 ومنذ ساعات العصر وتحديداً الساعة الرابعة مساءً وبعد انتكاسة أخرى ألمت بالطفل المريض حيث أن التنفس كاد أن يتوقف ويتغير لون الطفل إلي الأزرق طالب والد الطفل المرافق له من طواقم التمريض إحضار طبيب لفحص الطفل المريض وأكدنا مراراً وذلك أمام التمريض بأن يقوموا بالاتصال بالطبيب وإبلاغه بالحالة وكان الاتصال يتم في فترة مناوبة التمريض المسائية والليلية إلا أنه لم يحضر أي طبيب إلا بعد الساعة الثامنة مساءً أي بعد خمس ساعات من الطلب المتكرر من التمريض الذي قام بالاتصال بالطبيب مرات ومرات عديدة ولكن لا حياة لمن تنادي. .
بعد عناء طويل وإلحاح كبير حضر الطبيب / خ. ك بعد خمس ساعات وكانت المفاجأة أن الطبيب نادي على مرافقي الطفل المريض كي يحضروا عنده وهو يقف عند الاستقبال ممسكا بالملف الخاص بالطفل ولم يكلف نفسه بالحضور مباشرة لمعاينة وفحص الطفل.
هذا التصرف من قبل الطبيب والتأخير والمماطلة جعلنا نراجع الطبيب وأبدينا استغرابنا من التأخير لمدة 5 ساعات حيث قالت له عمة الطفل "لماذا كل هذا التأخير يا دكتور" .
على أثر ذلك وبشكل مفاجئ قال الطبيب بالحرف ( هو ما في غيركم ) وبعد حوار معه بأن حالة الطفل كانت تتطلب الاستعجال وقال" أنا الذي أحدد إذا كانت الحالة مستعجلة" وهو لم يرها..؟؟؟ ، ومن ثم قال بالحرف " بأنه لن يكشف عن الطفل ولن يعالج هذه الحالة " وألقى بملف الطفل وذهب خارج القسم.
بعد رفض الطبيب / خ. ك وأمام التمريض في قسم الأطفال رقم (2) , طلبنا من التمريض بأن يتصل مرة أخرى على الأطباء المناوبين وإبلاغهم أن الدكتور الذي قدم لمعاينة الحالة رفض علاجها وذهب فاتصل التمريض على الأطباء ولكن لم نجد أي رد إلا بعد 20 دقيقة، بعد ذلك قام أحد الأخوة في التمريض بأخذ ملف الطفل / هادي والذهاب به مباشرة إلي الأطباء في مكانهم ليبلغهم بخطر حالة الطفل ويجب أن يأتي طبيب لمعاينته .
بعدها مباشرة جاء طبيب وقام بمعاينة الطفل ووضع الأكسجين له فوراً وإجرى الفحوصات اللازمة والعلاج.
صباح يوم الثلاثاء الموافق 14/10/2008 وتحديداً الساعة 2:30 صباحاً التحق الطفل / هادي محمد الحساينة بركب شهداء الحصار أي بعد أربع ساعات من فحصه الذي تأخر قرابة خمس ساعات .