[COLOR="DarkRed"][SIZE="6"]منذ صغره هو هو ابو علي ذاك الرجل المعطاء الدؤوب الشهم الذي احبه من راءه او حتى سمع عنه تربى في حي فقير وشعبي في قلب العاصمة بغداد حيث كان يعمل مع والده في ذلك السوق الاثري ذات السمعه والصيت ولدى العالم نعم انه سوق((الغزل)) الذي اعتبر قديما وحديثا البورصه الاولى وبدون منازع لبيع وشراء الحيوانات وخاصة الطيور وبانواعها المختلفه ويجاور ذلك السوق من جهة الشمال ذلك المسجد التاريخي الا وهو مسجد الخلفاء #
كان ابو علي يستيقظ صباح كل يوم ومع ولديه( علي** ومحمد) ويذهبون الى دكانهم المعد لبيع وشراء الطيور في ذلك السوق *** وكالعاده فان يوم الجمعه يختلف اختلافا جذريا عن باقي الايام *فالسوق في ذلك اليوم المبارك *مبارك ايضا لكثرة رواده والتجار فيه ومن هب ودب من جميع الاطياف والمذاهب والمحافظات العراقيه
وصباح يوم جمعه استيقظ ابو علي باكرا وصلى صلات الصبح مع ولديه الا انه كان في تلك الجمعه مختلف تماما عما قبلها من ايام وجمع وكاد يسبق القدر لولا مشيئة الله عز وجل#
وكاءن غيمه قاتمه حزينه فوق راس ابو علي !!
فنظر اليه ولديه نظرة تعجب واستغراب مشوبتين بحزن كاتم
وهنا رفع راسه مع طئطئه قائلا :: ياولدي يا محمد اليوم تبقى في البيت مع امك لتعينها واياك ان تخرج الى السوق او تلحق بنا
الا ان محمد يكشر وجهه الصغير البريء وبنظرات حزينه قائلا :: لما يا ابي اني لك عون في الدكان مع اخي علي
فيجيب الاب :: اعلم اعلم يا ولدي يا حبيبي ولكن باتت الاوضاع الامنيه متاءزمه وقد كثرت الانفجارات بخاصه داخل الاسواق المزدحمه واني لاخشى ان يصيبنا شيء من ذلك وانا اذ ابقيك بالبيت ليس الا للحفاظ عليك اولا ولتهتم بامك واذا اصابني او اخيك اي مكروه لسوف اضمن بعدي من يقوم بالبيت وتوفير قوته فتقوم بمقامي من الامور وغيرها فارجوا ان لاتخرج هذا اليوم ابدا واضاف وبحزن يشوبه الخجل كما انك كثير الحركه ولا تستطيع ان تثبت معي داخل الدكان وتتنقل في السوق يمينا وشمالا واني لاخشى ما اخشى لاسامح الله*
فيجيب محمد نعم نعم لا باءس سابقى داخل الدار ولكن في الجمعه القادمه ساءذهب معك الى الدكان
فاجابه الاب نعم لاضير
ويخرج ابو علي وولده (علي) الى السوق يتمشون وكما يقول المثل البغدادي ((شمرة عصا))لقرب السوق من دارهم ويصلون الد كان وسط الزخم البشري المتواجد في السوق وعند وصولهما الى الد كان صاح ابو علي وبصوت عالي ((اصبحنا واصبح الملك لله))((يا خير حافظا ويا خير حفيظ ويا ارحم الراحمين ))الا ان صوته كان حزينا ومؤثرا *فانتبه اليه جاره الملاصق دكانه لدكان ابو علي والمدعو ابو فرح
السلام عليكم كيف الحال يا ابو علي ما بالك وكاءن صوتك رعدا فطر قلبي !!!
ابو علي :: وعليكم السلام والبركه يا ابو فرح لاشيء لا شيء ان زخم وازدحام وضجة السوق جعلتني ارفع من صوتي بعض الشيء صدقني#
ابو فرح::لا لا ليس الموضوع كذلك فنحن جارين ومنذ 50 سنه ولم اسمعك يوما تذكر اذكارا بمثل هذه النبره او علو الصوت#
ابو علي ::لاباءس لا باءس يا ابو فرح الا بذكر الله تطمئن القلوب
ابو فرح:: صدقت صدقت ((هو نعم المولى ونعم النصير))لكن اين ولدك محمد
ابو علي:: في البيت يعين امه وليتسوق الخضر وغيرها
ابو فرح::لا ضير مع اني ويشهد الله كم احبك واولادك ويعلم الله اننا كالاهل لا بل كالجسد الواحد
ابو علي::كانك في قلبي وهذا شعوري ايضا والله وكذا اولادي فانت دائما معنا وفي كل مكان نذكرك في حديثنا
ابو فرح::اللهم اجمع قلوب المسلمين لما تحبه وترضاه كما جمعت بيني وبين ابو على امين****** ابو علي امين
فيذهب كل منهما الى دكانه ليسترزق ويجمع قوت اهله فيدخل ابو علي دكانه ومعه ولده (علي) فينادي عليه
علي *نعم *ياابي *( علي )اعرض الطيور والبلابل والببغاءات وغيرها من الطيور امام واجهة المحل فيبداء( علي) بعرض الطيور واخراج النوع تلو الاخر امام واجهة المحل وبداء الرواد بالتعامل معه بالاسعار في حين والده ما زال داخل دكانه ليرتب الاقفاص وغيرها من الطيور والعصافير والحيوانات ولكن بلمحات سريعه حيث ان نظره يكاد يكون وبالكامل موجه الى ولده( علي )وهنا بداء الريب والخوف يتدحرج في قلبه قلقا واضطرابا فينادي ولده تعال( ياعلي )داخل الدكان وتعامل مع من يشتري داخل الدكان ولا تخرج امامه#فيستجيب لوالده ويرجع (علي) الى داخل دكانهم القديم وهنا يبداء القدر باءستدراجه حيث حضر احد المشترين للدكان شاب في مقتبل العمر ومن هواة تربية ((طيور الزينه))ويبداء بالتعامل مع علي لشراء حمام الزينه#
الشاب :: السلام عليكم
علي::وعليكم السلام
الشاب:: بكم هذا ((الزوج))من الحمام
علي:: 60000الف مع العموله
الشاب :: لا باءس اخرجهما لي من القفص وضعهما في صندوق(( كارتون))اي علبه من الكارتون فارغه
فيدخل (علي) يديه الى الفقص لاخراج الحمامتين فيسقط القفص وهنا حاولت احدى الحمامتين الطيران للهرب وسط الماره فيلحق بها (علي) والشاب ولكن ابو( علي) نسي دكانه ومن حوله ورزقه وكل شيء صارخا علي ,,,علي,,,,علي ولدي خل يولي الطير ولك فدوه الك ولك (علي) وليدي( علي) يابه ولك( علي) ارجع يم الدكان يابه اقولك خل يولي ولك خل يولي الطير لكن( علي) وسط الازدحام والضجه لم ينتبه لما حوله ايضا ظانا انه سوف يمسك بحمامته الهاربه ولم يخطر بباله للحظه ان القدر استدرجه الى مثواه الاخير ووالده المسكين قد بلت دموعه ملابسه وهو يصرخ باعلى صوته عليه وهنا تمكن القدر وبكل سهوله وكلمح البصر فما كان الا دوي انفجار داخل السوق وسط الماره فتتقاذف الاشلاء ويمتزج بعضها ببعض مع الد ماء في منظر يبكي الصخر ورغم ان ابو علي يصاب من الانفجار ويسيل دمه مع دمعه ويمتزجى الا انه لا زال يصرخ باسم ولده علي,,,,,,,علي ,,,,,,,,علي,,,,,,,ويلاه ويلاه يا قاع انشقي وبلعيني
وتتجمهر الناس لانقاذ المصابين الا ان ابو علي يرفض الذهاب الى المستشفى حاملا كيسا من النايلون لونه ازرق من الاكياس التي يوضع بها ((الحبوب التي تتغذى عليها الطيور)) وصارخا لمن حوله دلوني على اشلاء( علي) لاءجمعها اجمعوا لي من اشلاء ولدي لاءدفنها دلوني على اي شيء يدلني على اي جزء من اشلاء حبيبي وليدي( علي) ** تكاد دموعه تجف لنضوبها من عيونه الحزينه مع صوته المبحوح ونبراته التي اصبحت لاتكاد ان تسمع وعلى الرغم من نقل المصابين والاشلاء الا ان المسكين( ابو علي) لا زال في موقع الانفجار يتاءمل بالجدران المحيطه به اهذا دم ولدي ام هذا ام,,,, لا اله الا الله ربي اخذت الامانه الحمد والشكر لك الا اني اطلب منك بحق هذا اليوم وبركته ان تدلني على اي جزء من اشلاء ولدي لاءدفنه واتمكن من زيارة قبره اللهم اعني اللهم اعني اللهم اعني ياالله وهنا تنزل الرحمه الربانيه على صدر الرجل اذ تحضر امراءه من البيوت القريبه من السوق فتجد ابو علي وتسلم عليه وبنبرة حزينه ودمع همل ابن الحلال خو ما راح الك احد ترى جيراني لقوا ايد شاب من الانفجار واقعه ابيتهم يم الكراج يفز ابو علي قائما الحمد لله الحمد لله اختي وين يا بيت ارجوج (الامراءه) بس يا خويه انت تنزف من وجهك وراسك ومجروح هم من الانفجار
ابو علي:: ميهم ميهم اختي بس دليني البيت اروحلج فدوه انتي وعلي يا ماي عيني دليني ويذهب صحبة الامراءة الى الدار ويجد اهل الدار قد كفنوا اليد لارسالها الى المستشفى ويستمع الاهالي المجتمعين لبكائه ويزيدهم حزنا وبكاء
رجاء خلوني انظر للايد لان ايد حبيبي (علي) بيها علامه بس قلولي الايد الي عثرتوا عليها اليمنه لو اليسره فيجيب بعض المجتمعين اليمنه وهنا يزداد ابو علي بكاء نعم ان الله سبحانه اجاب دعائي فيفتح الكفن من اليد فيجد ذات العلامه في اليد ويقول نعم هي يد ولدي عندما كان صغيرا سقط من دراجته الهوائيه فجرحت كف يده اليمنى من الاعلى وها هو الجرح ذاته هاقد حظيت ببعض من اشلاء ولدي سيكون له قبر وسنزوره انا وامه واخيه( محمد) نعم اللهم لقد ذهب مني نصف حزني بعثوري على يد من اشلاء ولدي لك الحمد لك الشكر اللهم الصبر الصبر الصبر لي ولامه واخيه كدت ان اسبقك ايها القدر ولكن لامفر والى الله ترجع الامور
الى هنا انتهى الجزء الاول وسوف انشر الجزء الثاني لاحقا
الشاعر والباحث :: طارق حمدان الكبيسي
((هذه القصه من نسيج خيالي وهي اقرب ما تكون الى واقع بلدي الحزي