وصفت السلطة الفلسطينية المحادثات غير المباشرة مع دولة الاحتلال بأنها مفاوضات 'الفرصة الأخيرة'.
وقال
كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لراديو جيش الاحتلال: 'تدنت
العلاقة إلى مرحلة تحاول فيها الولايات المتحدة إنقاذ عملية السلام
بالمحاولة الأخيرة. بالمناسبة، صدقوني، ستكون هذه المحاولة الأخيرة لمعرفة
ما إذا كان من الممكن أن تكون أداة لاتخاذ قرارات بين الفلسطينيين
والإسرائيليين'.
واتفق
الرئيس عباس مع أعضاء اللجنة التنفيذية على تبني خيارات أخرى في حال فشل
المفاوضات، وأبلغهم أنه لا يتوقع شيئا من هذه المفاوضات.
وذكرت
صحيفة 'الشرق الأوسط' اللندنية انه في الوقت الذي يشكك فيه الفلسطينيون
والعرب في صدق النوايا الإسرائيلية تجاه المفاوضات، نشرت في تل أبيب، أمس،
معلومات تؤكد صحة هذه الشكوك، حيث تشير إلى أن هناك من يضع أهدافا أخرى
لهذه المفاوضات، بعيدة عن الأهداف السلمية، وأن طريق المفاوضات ستكون
محفوفة بعمليات تخريب كثيرة من الطرف الإسرائيلي.
فقد
كشفت صحيفة 'معاريف' الاسرائيلية أمس أن إسرائيل تطلب تغيير كبير
المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات، بدعوى أنه يستغل خبرته في
التفاوض منذ 17 سنة، ويضع حواجز أمام الأفكار الجديدة الإبداعية للخروج من
المأزق. وادعت الصحيفة أن 'الأميركيين يوافقون بشكل جزئي' على هذا الرأي.
من
جهة ثانية، ذكر مصدر سياسي إسرائيلي كبير أن الرئيس الفلسطيني وضع خطة
لإحراج نتنياهو وإظهاره رافضا لعملية السلام خلال المفاوضات. وقال المصدر
إن معلومات وصلت إلى إسرائيل، تفيد بأن الرئيس عباس وصائب عريقات وغيرهما
من القادة الفلسطينيين ينوون طرح الاقتراحات التي كان قد سلمها رئيس
الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، للتسوية الدائمة مع بعض
التعديلات الطفيفة. وتتضمن هذه الاقتراحات الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود
1967، مع تعديلات حدودية بنسبة 1.9 في المائة من مساحة الضفة الغربية،
بحيث تتم مبادلتها بالمساحة ذاتها من أراضي 1948، وتقسيم القدس إلى
مدينتين تكونان مفتوحتين، تكون إحداهما عاصمة للدولة الفلسطينية المرتقبة
والثانية عاصمة لدولة اسرائيل.
ويرى
المصدر ذاته أن هذه التسوية مقبولة لدى الأميركيين وغير مقبولة لدى
نتنياهو، ولذلك فإن الفلسطينيين يطرحونها بهدف إحداث شرخ بين الإسرائيليين
وواشنطن، فتضطر الولايات المتحدة، كما وعدت، إلى الإشارة بأصبع الاتهام
لمن يجهض المفاوضات ويتحمل مسؤولية فشلها.
من
جهته، يرفض نتنياهو التفاوض في قضايا جوهرية في إطار مفاوضات غير مباشرة،
ويقول إنه مستعد للبحث في كل القضايا الجوهرية بلا استثناء، ولكن بشرط أن
يتم ذلك في المفاوضات المباشرة.
وحاول
ميتشل التوضيح لنتنياهو أنه يريد تجاوز عقبة المعارضة الفلسطينية والعربية
المتمثلة في رفض المفاوضات المباشرة ما دام البناء الاستيطاني مستمرا، فهو
يريد بدء المفاوضات في موضوع الترتيبات الأمنية، الذي يعتبر أهم المواضيع
التي تهم إسرائيل. ولكن لا يمكن الحديث عن ترتيبات أمنية من دون الاتفاق
على حدود الدولة الفلسطينية. فإذا تم الاتفاق على الحدود تصبح قضية البناء
الاستيطاني محسومة، حيث إن إسرائيل تبني في المستوطنات المتفق على بقائها
في تخوم إسرائيل، وتوقف البناء في المستوطنات المفترض إخلاؤها.
ولكن نتنياهو لم يغير رأيه في الموضوع. وما زال متمسكا بضرورة الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.
إلى
ذلك، قال عريقات إن الرئيس الفلسطيني ابلغ مبعوث عميلة السلام جورج ميتشل
خلال لقائهما امس، إنه 'إذا كانت كل جولة ستتضمن الإعلان عن مزيد من
الاستيطان، والإجراءات الأحادية الجانب، وفرض حقائق على الأرض، واستمرار
الاغتيالات والاعتقالات وفرض الحصار على الأرض، فإن ذلك يضع علامة سؤال
على كل الجهود التي نقوم بها'.
وأضاف
عريقات في مؤتمر صحافي: 'الرئيس أثار إعلان الحكومة الإسرائيلية عن بناء
112 وحدة استيطانية في مستوطنة بيتار عيليت، على الرغم من الخدعة الكبرى
التي تسمى وقف الاستيطان، وهذه النقطة بالذات كانت رأس جدول الأعمال'.
وكشف
عريقات عن أن الرئيس عباس تسلم قبل عدة أيام رسالة من وزيرة الخارجية
الأميركية، تحمل أجوبة لثلاثة أسئلة تتعلق بالمرجعية، وبالسقف الزمني، وما
الذي ستقوم به الولايات المتحدة الأميركية في حال رفض الحكومة الإسرائيلية
التوقيع على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967.
وقال:
'تعهدت الولايات المتحدة بلعب دور فعال ومثمر في هذا المجال، وأنه في حالة
قيام طرف بتعطيل هذه العملية، فإن الولايات المتحدة ستقوم بالكشف عن هذه
العقبات والعمل على إزالتها'.