هل هو أستعمار مؤقت أم هو واقع نحن صنعناه ..؟

غريبةٌ هي هذه الشَّوارع وغريبةٌ هذه الــمَدينة
بل غريبٌ هذآ الــــوطن .. لآ يُشبه وطني
حتى أنا لم أَعدْ أنا..؟
كل شيئ من حولي ارآه مقيداً لا حراك
صامتاً يأبى الصراخ
وكأنه في حالة إختناق منهكة يريد البوح
لكن إن فُتحت له ابواب البوح لاادري ما هي الكوارث التي سوف يُحدثها
فأنا اسمع تمتماته الـمختنقة المتصدعة كَجُرح في جدآر عَتيق
اختناق بتمتمات منسرحة بلآ ضفاف تبحث عن ركن آمن للبوح
تبحث عن اتجآه علهآ تهتدي إلى دهآليز الأمل
إختناق قد لآمس جوف روحي
فـَ انفآسي أصبحت لآهثة منهكة في حالة بحث دآئم عن ذآك المرفئ الآمن
الذي تحط عليه أثقال همومها
ولا ادري هل سيتحمل مركبي كل هذا
فـ بحر الحياة امواجه اصبحت صاخبة من شدة الرياح
ولم يعد بإستطاعته اغاثة مركبي الصغير..!
اسئلة كثيرة لطالما راودتني .. لم اجد منها مفر
فلست انا الوحيدة على هذا الحال
فـ هنآ نداءات صوتها عاليٍ صاخب يحمل الوجع العميق بين طياته
لكن للأسف لا احد يسمع
إما الصوت لم يصل او انه وصل لاكن لا احد يفقه به..لا احد يريد ان يسمع..!
و ايضا ًهنآ أحاديثٌ متشآبكة تَضج بالخلافآت
تَبحَث عَن زآوية للهروب من هذه القَوقَعة
وهُنآ أَوراقٌ مُتَنآثرة تَبحَثُ عن حروفٍ غادرت منذ سنين
وهُنا دموعٌ حآئرة دآئماً تَطرق أَبواب القَلب دونَ اسئذآن
وحَتى تلكَ النَّوافذ التي اعتَدّتُ على المكوث خَلفهآ
في أغلب لَحظاتي ارآها وكأنهآ تريدُ الخروجَ من نفسِها
فنصفهآ يَترآقص مع الرّياح بهدوء ونصفهآ الآخر مُقيد دآخل قَوقَعة صآخبة
وهُنا جدرآنٌ مُتآكلة لَم يَبقى لإنهيآرها سِوى حرفٌ حَزين
لطالما دندن على إيقاع أَلحانٍ صآخِبة تَضُّجُ بـِ الخَرآب
لتُرآقص دُموع القَمَرفي لَيلٍ كآحلٍ بِ الظلآم
قآرَبَ عَلى الإِختِفاء
كما أنا.. وكمآ أريده لذاك الألم

أَلم .. شعور لم أَستطع وصفه رغم إنني أنتفسه في كل نَبض
ـهناك أشياء كثيرة لم أعد أدركها
حتى أنا .. لم أعد أدرك من أنا..؟
كل مآ أعرفه إنني امرأة أتنفس العشق والحُرية
رُغم أني لست ملك نفسي بل ملك الآخرين
لكني دآئماً أشعر بأَن لي جزء صغير داخلي هو ملكي أنا
أَجهله نعم ..! لكني أَشعر به وهو الشيئ الوحيد الذي يأخذني من
نَفسي إلى مآ فَوقَ السَّحآب مُعتليةً انفآسي التي لَن تَكون ملك غَيري بل ملكي أنا ..
حاولت مراراً الخروج من نفسي حآولت أن أصنع الأَمل لآ أن أنـتظره
وضعتُ آمالا تحت وسآدتي قَبل السَّفر في متاهات الاحلام المؤقتة
ولكني كنتُ دآئماً أَستَفيق على صَوت نوآح غريب لأجد تَذكرة
تَدعوني للدخول في معركة الذآت من جَديد اصآرع وكلي يسترجي الصمود
لكن مآ من سبيل للنجاة ولا من سبيل للهروب
فالهروب يعني الاستسلام لهذا القدر
والبقاء تحت مظلة الصمت والاختناق
وايضاً لا استطيع ان اجزم إن النجاة محال
فالمستحيل هو المحال والنجاة ليس من المستحيل
والابواب مهما كانت محكمة الإغلاق لا بد لها ان تفتح بـ الإرادة بـ الإيمان بـ الصبر
لاكني لم اعدْ استطيع .. فقد أَرهَقني الصرآع واشعر كما لو انني أَصبحتُ بقايآ شتات
ليس بيدي سوى أن أبتسم للحياة وكلي في حالة انهيار
سئمت من الترجي وسئمت من التنكر أريد ولو لمرة واحدة أن أكون أنا
الانثى التي طالما تمنيت
وطالما كَتَبتُهآ على تلك اورآق البيضاء
التي لم تعهد حروف الى الآن..؟
اريد ان ارى الحياة امامي ممدودة اليدين كأشرعة مفتوحة للريح
اريد ان ارحل عن نفسي وعن اوراقي وعن حروفي
اريد أن أرتدي ثوب الفرح ولو لمرة
فقد سَئمت من ارتداء ثوب الحزن ذاك الذي لم يعهد الفرح ابداً
بل دائماً يرمقني بحجر ارعن هشَّم جوف الروح
البعض يعاتبني على هذا الحزن ومن ثم يفر هارباً ليلقى حتفه
والبعض يريده حتى يشفي به ما نابه من احزان ويخرج للحياة
حكم متناقضة ودائرة مغلقة بمحور وهمي
يجتمع به الامل والالم في آن واحد لتختلف برمجة الحياة
احتاج لمائة عام حتى استطيع فهم هذه الحياة
ومع ذالك لا اعتقد اني سأفهمها
وايضاً يبقى السؤال عاجز
لماذا دائماً يغزونا الحزن ويشتتنا ليضعنا امام قنابل
مفخخة على استعداد دائم للأنفجار
هل هو أستعمار مؤقت أم هو واقع نحن صنعناه ..؟
وهَل سَأبقى غآفيةً عَلى وِسآدة الأَلَم
أم ان هناك أمل قريب سيطرق الابواب..؟
لآ أعلم..؟



؛



؛


　
بقلبي وقلمي