في الوقت الذي أعلنت فيه حركة التحرير الفلسطيني (
فتح) قبولها بالورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية مع إبدائها بعض الملاحظات، يتوقع أن تعلن حماس في أعقاب لقاء وفدها القيادي رفيع المستوى إلى القاهرة موافقتها هي أيضا على الورقة مع إبداء بعض التحفظات.
بحسب مصادر مقربة من الطرفين، فإن أهم الملاحظات تتمحور حول قضايا الانتخابات والأمن واللجنة الفصائلية التي ستتولى إدارة الوضع الفلسطيني لحين الانتخابات.
وتتركز أهم ملاحظات حركة فتح على الورقة في عدم تضمنها موعداً محدداً للانتخابات، إذ ترى الحركة أن الورقة تشوبها العمومية في هذه المسألة، فهي تشير إلى إجراء الانتخابات في النصف الأول من العام 2010 دون تحديد تاريخ إجرائها، في حين يتوجب دستورياً إصدار مرسوم رئاسي بتحديد تاريخ الانتخابات قبل الخامس والعشرين من الشهر المقبل.
والملاحظة الثانية تتعلق باللجنة الفصائلية التي ستتولى الإشراف على قطاع غزة، حيث تطالب فتح بضرورة معرفة مرجعيتها وموقفها السياسي.
ملاحظات حماس
أما بالنسبة لحركة حماس فتتمحور ملاحظاتها حول ضرورة عدم إجراء أي انتخابات قبل حدوث المصالحة، وضرورة التبادلية، أي كل خطوة يتم تطبيقها في غزة يجب أن توازيها خطوة مماثلة في الضفة.
وفيما يتعلق باللجنة المشتركة التي ستتولى إدارة الأوضاع والتنسيق بين الضفة الغربية وغزة تفضل حماس تشكيل حكومة وحدة وطنية، فإذا تعذر ذلك فإنها تفضل لجنة تنسيقية تتولى إدارة الضفة وغزة معا، لا أن يقتصر الأمر على إدارة غزة فقط.
من جانبه توقع النائب في المجلس التشريعي والقيادي في حركة فتح أشرف جمعة نجاح الورقة المصرية في إحداث اختراق، لما بذل فيها من جهد، ولكنه يرى في الوقت نفسه أن الورقة شابتها العمومية في العديد من الأمور المتعلقة بنقاط الخلاف بين حركتي فتح وحماس.
وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أنه إذا نظرت الأطراف المتحاورة إلى الورقة من باب المصلحة الفلسطينية العامة فإنه سيكتب لها النجاح، وإذا حرص كل فصيل على مصالحه الخاصة فسيكون مصيرها الفشل.
إشكالية التطبيق
أما القيادي في حركة حماس عيسى النشار فيرى أنه إذا كان هدف الورقة المصرية الوصول فقط إلى الانتخابات فلن يكتب لها النجاح، لافتا إلى أن كل النقاط التي وردت فيها يمكن السير بها، لكن الإشكالية تكمن -من وجهة نظره- في تطبيق بنودها.
وأضاف أن الورقة بحاجة إلى تفصيلات، لأنها -بحسب رأيه- تحتوي على أمور مجملة وأمور أخرى محددة، ولكنها تحتاج إلى توضيحات وتفاهمات لإنجاحها.
وأوضح النشار في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن الحركة ليس لديها الكثير من النقاش بشأن الورقة، ولكن سيكون لديها نقاش بشأن ترتيب بعض الأمور التي يحتاج تنفيذها إلى نوع من التفاهم بشأنها.
من ناحيته يرى الكاتب والمحلل الفلسطيني المهتم بشؤون الفصائل مؤمن بسيسو أن الورقة المصرية قدمت في ظل ظروف ومتغيرات فلسطينية مختلفة عن السابق، وأن طرفي الصراع فتح وحماس لا يمكنهما القفز عن الاستحقاق الانتخابي المقبل.
وذكر في حديث للجزيرة نت أن "حركة حماس لا تستطيع أن تمر من جانبها عن هذا الاستحقاق مرور الكرام، أو أن تتجاوزه بما يعني في النهاية أنها حركة لا تؤمن بالديمقراطية أو بالتداول السلمي للسلطة أو نزع الغطاء الشرعي أو القانوني عنها".
وفي المقابل -وفق بسيسو- فإن حركة فتح لا تمتلك خيارات واسعة للتعامل مع احتمالات أو تعثر العلاقة مع حركة حماس، لأنها لا تستطيع أن تجري انتخابات في الضفة الغربية بمعزل عن قطاع غزة مما يؤدي إلى شرعية منقوصة تؤدي إلى تكريس الانقسام الفلسطيني